يلقى مئات من الأطفال حتفهم سنوياً في مناطق مختلفة من العالم جراء تقليدهم لمشاهد تلفزيونية بثتها القنوات الأرضية و الفضائية المتزايدة .
أخصائية بعلم النفس " سلبية التلفزيون والمرحلة العمرية هي السبب "
وقالت " هديل قباني " الأخصائية بعلم النفس لـ عكس السير " يعود سبب انتشار هذه الحوادث إلى الجانب السلبي للتلفزيون في الدرجة الأولى ، حيث يبث من خلاله مشاهد عنف ، ومشاهد انتحار لا تتناسب مع درجة وعي الأطفال ".
وتابعت " قباني " : " الأمر الذي ينقلنا للجانب الآخر من المسؤولية ، حيث ينبغي على الأهل مراقبة أطفالهم ، ومنعهم من مشاهدة المسلسلات والبرامج التي لا تتناسب مع مرحلة الأطفال العمرية ".
وأضافت " قباني " : " إن الطفل كان في سن الطفولة المتأخرة التي تأتي بعد سن العاشرة وتسبق مرحلة المراهقة وفي هذه المرحلة يصل إلى درجة معينة من النضج وخاصة في جانب الخيال الذي يصبح أكثر واقعية بخلاف مرحلة الطفولة التي تتعامل مع الأحداث بخيال غير واقعي ".
واستطردت " لذلك عندما يشاهد الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة هذه المشاهد في الأفلام المسلسلات يتعامل معها على أنها واقعية وقد يصل الأمر إلى محاكاتها " .
وعن سبب قيام الأطفال بتقليد الشخصيات التلفزيونية قالت " قباني " : " يمر الأطفال خلال نموهم بمراحل عمرية حيث يكون الطفل في المرحلة الأولى يعيش مع تخيلاته وأحلامه بشكل كبير ".
وأضافت " وما أن يصل الطفل إلى مرحلة الطفولة الوسطى بين عمري الـ 9 والـ 11 ، يبدأ الطفل بإدراك الواقع محاولاً التمييز بينه وبين الخيال ، لذلك يلجأ للتجريب ، حيث يحاول أن يجرب ما يراه ".
الفنان بسام كوسا " مسلسل الخوالي للكبار "
ومن جهته قال الفنان الكبير بسام كوسا في اتصال هاتفي لـ عكس السير " يؤسفني وقوع هذه الحوادث ، ولكن مسلسل الخوالي والمسلسلات الدرامية المشابهة هي للكبار ، وبالمقابل يوجد برامج ومسلسلات للأطفال عليهم أن يتابعوها ".
وتابع " لذلك على الأهل أن يمنعوا أطفالهم من السهر وأن يراقبوهم ، ويراقبوا ما يتابعه أطفالهم ".
وأضاف " كلنا نتحمل المسؤولية ، المجتمع بجميع جوانبه ، الفنية والتعليمية والثقافية والتوعوية ، علينا أن نراقب أطفالنا لكي نمنع وقوع هذه الحوادث ".
أفلام الرعب و برامج الأطفال " العنيفة " الأكثر مشاهدة
وفي لقاء مع مجموعة من الأطفال وبيان الشخصيات الأكثر قرباً لقلوبهم تقاطعت أراء معظمهم حول شخصيات كرتونية خرافية ذات قوى خارقة .
وأشارت دراسة قامت بها كلية الإعلام بجامعة القاهرة أجريت على 400 طفل بالمدارس الابتدائية في كل من القاهرة والجيزة نشرت نتائجها صحيفة الأهرام المصرية إلى أن أفلام الرعب تتصدر المرتبة الأولى في قائمة المواد التليفزيونية التي يقبل على مشاهدتها الأطفال المصريون.
وحذرت الدراسة من خطورة هذا السلوك على شخصية هؤلاء الأطفال لما تحويه هذه الأفلام من مشاهد عنف، فضلاً عن إمكان إصابتهم بأمراض نفسية.
وأكدت الدراسة إلى أن المخلوقات الخارقة أو الكائنات الخرافية في أفلام الكارتون تعد مادة جذب كذلك للصغار، وتتمثل المشكلة هنا في أن هذه الشخصيات هي غالباً ما تكون الأكثر عنفاً في هذه الأفلام.
وتقوم المنظمات العالمية بالعديد من حملات التوعية في العالم ، الأمر الذي رأته الأخصائية بعلم النفس " هديل قباني " أمراً غاية في الأهمية لا سيما في توعية الآباء والأمهات في المنظمات التي يتبعون لها ، إضافة إلى توعية الأطفال في المدارس .
كما قامت العديد من الحكومات في العالم بمحاولات تنظيم لما يبثه التلفزيون حيث كان آخرها توقيع قنوات التلفزيون الروسية على الميثاق المناهض لعرض مشاهد العنف والقسوة مطلع العام الحالي .
علاء حلبي - عكس السير
منقول للافادة من موقع عكس السير