>زيت الزيتون السوري مواصفات عالمية وشهرة تجوب الآفاق
يعتبر زيت الزيتون السوري واحدا من أفضل أنواع الزيوت في العالم وأكثرها جودة وصحة الأمر الذي جعله يغزو الأسواق العالمية محققا شهرة واسعة ورواجا كبيرا بسبب مطابقته لأفضل المعايير والمواصفات العالمية إلى جانب الطلب المتزايد عليه عاما بعد آخر على الرغم من وجود العديد من الأنواع المنافسة.
وقال محمد منصور صاحب معصرة زيتون وأحد الذين عملوا على مدى ثلاثة عقود من الزمن في عصر الزيتون بالطريقة التقليدية إن أهل الساحل السوري عملوا منذ قرون مضت في عصر الزيتون واستخراج زيته بطرق عدة كمؤونة أساسية لا يخلو منها بيت من البيوت.
وأضاف إنه وعلى الرغم من تعدد أنواع زيت الزيتون واختلاف نكهاته بين نوع وآخر يبقى لزيت الخريج مكانة خاصة في الريف الساحلي لا سيما بين كبار السن ممن يرفضون حتى اليوم استعمال الأنواع الأخرى التي أفرزتها المعصرة الحديثة مشيرا إلى أن زيت الخريج هو زيت منزلي بامتياز يعتمد في استخراجه على الطرق اليدوية بعيدا عن آلات العصر الحديثة.
ولفت إلى أن هناك عدة طرق لعصر زيت الخريج تمر كل منها بعدة مراحل ففي الأولى منها تسلق حبات الزيتون في وعاء كبير يسمى الدست ثم تنقل إلى سلال خاصة لتصفيتها من الماء لتفرش بعد ذلك في حوض حجري منخفض الحواف يسمى الجرف وفيه فوهة صغيرة تسد في هذه المرحلة من العمل.
وتابع منصور: في المرحلة الثانية يغطى الزيتون في الجرف بحصر مصنوعة من القش أو أكياس من الخيش ويترك عدة أيام حتى يتخمر ويذبل تماما فيفرش بعد ذلك في الهواء الطلق ليجف تماما وفي هذه المرحلة تعتبر أسطح المنازل المكان الأمثل لهذا الغرض حيث تؤمن للحبات المفروشة التهوية اللازمة والتعرض الكافي لأشعة الشمس فتكتسب القساوة المطلوبة والتي تجعل منها جاهزة لعملية التكسير بواسطة الباطوس.
وأوضح أن الباطوس الذي يعمل على مبدأ الرحى المستخدمة لطحن الحبوب يتألف من حجر دائري كبير قطره حوالي المتر تقريبا توسطه محور خشبي مربوط إلى أحد الدواب الذي يقوم بتدوير الحجر على سطح مستو بلغ ارتفاعه ما يزيد على المتر بعد وضع كمية من الزيتون على القاعدة الحجرية وبذلك تبدأ عملية طحن الزيتون وتحويله إلى ما يشبه العجينة اللزجة.
وذكر منصور أنه يعاد بعد ذلك نقل الزيتون المطحون إلى الجرف مرة أخرى بعد وضع الماء المغلي فيه بما لا يتجاوز النصف وما إن يختلط الزيتون بالماء المغلي حتى يطفو الزيت على السطح فيصار إلى قطفه وتعبئته في أوان معدة مسبقا لهذا الغرض ويصرف الماء المتبقي عبر فوهة الجرف.. لتبقى في قعره نوى الحبوب والأجزاء غير القابلة للعصر وتستخدم جميعها وقودا للنار نظرا لسرعة اشتعالها.
وأشار إلى أن الخابيات الفخارية هي الاوعية الأمثل لتخزين الزيت منذ مئات السنين ورغم ما أفرزته الصناعات الحديثة من أوعية وأوان بلاستيكية تلبي كل الاحتياجات إلا أن مختلف الدراسات العلمية الحديثة عادت لتنصح باستخدام الفخار كخيار أول لحفظ الأطعمة وعلى رأسها الزيت بمختلف أنواعه ومنها ما يسمى زيت الزيتون الأبيض أي الذي يعصر بالطرق الحديثة وتصدره سورية إلى جميع أنحاء العالم.
وأفادت ظريفة مراج ربة منزل بأن اغلب سكان الساحل السوري يستخدمون زيت الزيتون في طعامهم اليومي باردا كان أم ساخنا ويستعيضون به في الطبخ عن المشتقات الحيوانية من السمن والزبدة لكونه يمثل قيمة غذائية صحية عالية حيث يستخدم زيت الزيتون الأبيض لتحضير عدد كبير من الوجبات الساحلية ومنها الفاصولياء والبرغل واللوبياء والمجدرة والسمك.
وأضافت: بالنسبة لزيت الخريج والذي يوصف في الساحل بـ الأسود يضاف غالبا إلى الأكلات التي لا تحتاج إلى طهو
وأغلبها من المقبلات كالتبولة والسلطة والسوركة واللبنة.
يذكر أن زيت الزيتون السوري فاز مؤخرا بالمرتبة الثالثة عالميا في مسابقة نظمتها مجلة درفيتش ميكر الألمانية لاختيار أفضل خمسين نوعا من زيت الزيتون حول العالم بالاستناد إلى أسس علمية ومعايير دولية واعتمادا على خبراء عالميين في مجال التذوق لاعتماد الزيوت الفائزة كما حاز المركز الأول من بين الزيوت الجديدة التي دخلت المسابقة في عامها الحالي.