كشف بحث بريطاني أن الأطفال الذين يولودون قبل اكتمال نموهم في رحم الأم ويوضعون في حضانات خلال الأسابيع الأولى من ولادتهم لاستكمال نموهم معرضون للإصابة بأمراض صدرية.
وأوضح البحث أن المواليد ناقصي الوزن يكونون أكثر عرضه للإصابة بأمراض الرئة أكثر من غيرهم.
على جانب آخر ربط البحث للمرة الأولى بين سرعة اكتساب الوزن في الأطفال خلال الأسابيع التي تعقب الولادة وبين ضعف نمو الرئتين.
ونشرت الدراسة التي أجرتها جامعة ساوثاهامبتون في دورية "أمريكان جورنال" المتخصصة في الأمراض التنفسية والحالات الحرجة.
مشاكل الصدر
وقد قاس الباحثون في الدراسة وظائف الرئة لدى 131 طفلا أصحاء تتراوح أعمارهم بين 14 أسبوعا وبحثوا في الوقت ذاته سرعة زيادة أوزان هؤلاء الأطفال.
وكان بعض هؤلاء الأطفال يزنون أقل من المعدل الطبيعي عند ولادتهم.
وكشفت الدراسة أن وظائف الرئة لدى الأطفال الذين كانوا أقل وزنا حال ولادتهم والذين زادت أوزانهم بسرعة خلال الأسابيع الأولى لولادتهم كانت أضعف من رئات الأطفال الطبيعيين.
وقال الدكتور جان لوكاس، الأستاذ بكلية الطب بجامعة ساوثهامبتون الذي أشرف على الدراسة: "يبدو أن اختلاف نوع التغذية ليس هو المسؤول على هذا التأثير".
وأوضح أن الدلائل تشير إلى أن وظائف رئات الأطفال الذين ينمون بمعدل أسرع بعد الولادة أضعف وتزيد هذه الإحتمالات في الأطفال الذين اكتمل نموهم في حضانات.
وتعزز الدراسة الدليل على أن "بناء أسس مستقبل أكثر صحة ربما يتم تحديده من مرحلة وجود الجنين في الرحم".
وقالت الدكتورة مات هالسورث، من مؤسسة الربو بالمملكة المتحدة: "لا يتعلق الأمر بنموهم سريعا لكن المشكلة هي أنه كان يلزم وجودهم بالرحم لدرجة نمو معينة".
وأضافت "هذا يعني ان رئات الأطفال الذين لم يولدوا بعد لم تصل إلى حجمها الطبيعي وهو ما يساهم في نقص وظائفها".
في الوقت ذاته أكد الباحث المشارك في الدراسة جون وارنر: "نعتقد أن ضعف وظائف الرئة في هؤلاء الأطفال ربما يكون له تداعيات بالنسبة لحساسية الجهاز لتنفسي مستقبلا للأمراض وخاصة ضيق التنفس".
ويعتزم الباحثون متابعة الأطفال خلال حياتهم في المستقبل للتحقق من هذه الفرضية.
وقال المتحدث باسم المعهد البريطاني للرئة: "نعلم منذ فترة مشاكل التنفس التي تواجه الاطفال غير مكتملي النمو والأطفال حديثي السن ويسرنا أن نشارك في هذا المشروع إلا أننا نعتقد أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لاستكشاف العلاقة بين أمراض الرئة في الأطفال واحتمال الإصابة بمزيد من مشاكل الرئة في المستقبل".
وتقول الدكتورة هالسورث إن: " نتائج هذه الدارسة تشير إلى أن المرحلة المبكرة في الحياة أساسية لنمو رئة الطفل ومدى تأثير هذا على احتمالات الإصابة بمشاكل مثل ضيق التنفس".