هذه ليست طريقة تحضير المجدرة بل مقالة حديثة عن المجدرة
بقلم محمد مهنا
ليس بالبعيد عندما كان أحدنا تضيق معه ذات اليد ولا تسعفه زوادة الراتب إلى نهاية الشهر يقول لزوجته بإستحياء اطبخي لنا مجدرة نمشي حال هذه الأيام إلى أن يأتي الفرج مع آخر الشهر ..
أما اليوم فالمجدرة تنكرت لأصحابها ولم تعد طعام الفقراء وخارج قائمة أصحاب الدخل المحدود .. والسبب ارتفاع سعر كيلو العدس بنوعيه إلى أكثر من مئة ليرة ووصول الرز إلى ثمانين ليرة والبرغل إلى أربعين .. وفور اعلان الأسواق عن هذه الطفرة الجديدة بأسعار مكونات المجدرة اضطر الكثير من » الدراويش « إلى توديعها وداعاً أبدياً بلا مراسم ولااحتفالات معلنين رفضهم الدخول في نقاش بالملاعق مع المجدرة إلى أن تغير موقفها وتتخلى عن تكبرها وتتواضع كما كانت طعام من لايجد لنفسه طعاماً .. وإلا سيصدر هؤلاء ال¯ » الدراويش « بياناً يشجبون فيه الغلاء ويطالبون وزارة الاقتصاد بالسماح باستيراد المجدرة العجمية من الدول الاسكندنافية لكسر احتكار الصنف المحلي للسوق الشعبي والتشدد بمراقبة المنافذ الحدودية لعدم السماح بتهريب ولو مقدار ملعقة من المجدرة خارج الحدود إلا بتصريح رسمي حتى لا نقع في أزمة شبيهة بأزمة المازوت .
بصراحة الخوف أن لا تعتاد بطوننا المجدرة المستوردة التي فيها الرز الممتاز الخالي من الكسر والعدس المدور السليم .
ورغم كل هذه المخاوف والمحاذير ستبقى المجدرة المستوردة حلاً قائماً إلى حين التوصل إلى حل آخر لأزمة المجدرة المستفحلة ودمتم سالمين » يا آكلي المجدرة .