من مذكرات موشى ياتوم، العالم النفسي
الإسرائيلي، الذي عالج أعقد حالات الأمراض العقلية في مسيرته المهنية
المميزة ثم انتحر منذ ايام تاركاً خلفه ملاحظة يقول فيها إن نتنياهو، والذي
كان مريضاً يعالجه طوال العشر سنوات الأخيرة "قد امتصّ الحياة مني"، ويضيف
الطبيب ياتوم "لا أستطيع تحمّل هذا أكثر، السرقة (لدى نتنياهو) هي إنقاذ،
والتمييز العنصري هو حرية، ونشطاء السلام هم إرهابيون، والقتل هو دفاع عن
النفس، والقرصنة أمر قانوني، والفلسطينيون هم أردنيون، وضم الأرض تحرير
لها، ولا نهاية لهذه التناقضات (في عقل نتنياهو)". ويضيف الطبيب ياتوم:
"لقد وعد فرويد أن العقلانية سوف تنتصر في العواطف العفوية، لكنه لم يقابل
بيبي نتنياهو. هذا الرجل (نتنياهو) يمكن أن يقول إن غاندي هو الذي اخترع
النحاس".
وكان من الواضح أن الطبيب ياتوم قد دهش لما أسماه هو "شلال الكذب الصادر عن
مريضه المشهور نتنياهو".
أشفى مئات المرضى المصابين بانفصام
الشخصية قبل أن يبدأ بالعمل على معالجة نتنياهو، ولكن ياتوم بدأ يشعر
بالإحباط واليأس لعجزه عن تحقيق أي تقدم في جعل رئيس الوزراء نتنياهو يعترف
بالحقيقة، وقد أصيب بجلطات عدة وهو يحاول أن يفهم عقل نتنياهو، والذي أطلق
عليه في أحد عناوين مذكراته "ثقب أسود من التناقضات". وفي عنوان آخر في
مذكراته كتب "نتنياهو لديه العذر نفسه دائماً: اليهود على وشك الانقراض على
يد عنصريين والطريقة الوحيدة لإنقاذهم هي بارتكاب مجزرة نهائية". وفي
مقتطف من مذكرات ياتوم ليوم الاثنين 8 مارس نقرأ التالي:
"أتى بيبي ( نتنياهو) الساعة الثالثة من أجل جلسة بعد الظهر، الساعة
الرابعة رفض أن يرحل وادعى أن بيتي هو بالواقع بيته. ثم سجنني في القبو
طوال الليل بينما استمتع بحفلة ماجنة مع أصدقائه في الدور الأعلى. حين
حاولت أن أهرب اتهمني بأنني إرهابي، ووضع الأصفاد في يدي. توسلت إليه أن
يرحمني ولكنه قال: لا أستطيع أن أمنح الرحمة لشخص غير موجود".