قالت صحيفة " دنيا نيوز " الاردنية ان "خبراء ومختصون في شؤون الدفاع والأمن يقولون إن إسرائيل قد أجرت تنقلات مهمة في قيادات الجيش الإسرائيلي وأنها قد انتهت من وضع الخطط العسكرية والخطط البديلة لضرب لبنان ضربة موجعة ، وأن أسرابا من الطائرات الإسرائيلية ستقوم هذه المرة بدك بيروت وكل البنى التحتية اللبنانية وأنها لن تأخذ بعين الاعتبار حجم الخسائر بين المدنيين اللبنانيين ، بل إنها قد تقوم بايقاع عدد كبير من القتلى والجرحى بين المدنيين حتى تسقط بيد حزب الله وتثير الشارع اللبناني ضده".
وتابعت الصحيفة " سوف تتقدم القوات البرية الإسرائيلية باندفاعة قوية لما وراء الليطاني والأولي بل إن بعض المصادر تشير إلى أن القوات الإسرائيلية قد تتابع مسيرها حتى تصل مشارف بيروت حيث تقوم ميليشيات جعجع والكتائب اللبنانية بأعمال عسكرية لإرباك حزب الله ومنعه من الالتفات إلى التقدم العسكري البري الإسرائيلي".
ونقلت الصحيفة عن خبير أوروبي في شؤون الدفاع والأمن أن إسرائيل تخشى من ردة فعل حزب الله ، ومن صواريخه التي تضرب عمق اسرائيل ، و قد طلبت بالفعل من الولايات المتحدة الأمريكية أن تبقي حاملتي طائرات امريكيتيين بالقرب من الشواطئ الإسرائيلية لتحط الطائرات الإسرائيلية عليها فيما لو يتبقى مدرجات وقواعد تعود إليها الطائرات الإسرائيلية.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية فاوضت بشدة حكومة قبرص اليونانية لتستعمل مطاراتها في حال اندلاع حرب في الشرق الأوسط إلا أن قبرص رفضت الطلب الإسرائيلي رفضا قاطعا ومع هذا يقول خبراء عسكريون أن إسرائيل قد تلجأ إلى فرض الأمر الواقع وتحط بعض طائراتها في المطارات القبرصية في حال عدم تمكنها من العودة إلى قواعدها في فلسطين المحتلة.
ونقلت الصحيفة الأردنية عن بلوماسي غربي قال انه " واسع الإطلاع ومقرب من دوائر صنع القرار في بروكسل " قوله ان إيران لن تسمح بأي حال من الأحوال بهزيمة حزب الله ولا هزيمة سوريا في أي حرب مقبلة مهما كانت النتائج التي يمكن أن تترتب على إيران ، فالموضوع لا يتعلق بحرب عابرة هذه المرة أو حملة عسكرية تأديبية أو ماشابه ، إنها معركة كسر عظم ".
و تابع الدبلوماسي الغربي " ورغم أنني ، لست متشائما مثلكم ولا أرى أن الحرب واقعة بالضرورة لأن الولايات المتحدة لن تدخل الحرب على قاعدة فيفتي فيفتي ، أي بدون ضمانات من إسرائيل أنها قادرة هذه المرة وفي غضون يومين أو ثلاثة على حسم الحرب ، وضمانات من الدول العربية أن تلجم الشارع لديها حتى لا تعم الفوضى كل المنطقة أو أن يحصل تمرد في بعض الجيوش العربية وضمانات من القيادات العسكرية الأمريكية نفسها بقدرتها المضمونة والكاملة على تدمير القوة العسكرية الإيراني بضربة واحدة لا تزيد مدتها عن بضع ساعات ويكون مضمونا أن القوة الصاروخية الإيرانية سيتم تحييدها تماما ، إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من الحصول على كل هذه الضمانات فإنها لن تلعب لعبة الروليت الروسية وتخوض غمار حرب قد تحرق المنطقة بكاملها وتعرض وضع إسرائيل نفسه لخطر الزوال ربما كقوة عسكرية رادعة كما تعرض كل حلفاء أمريكا في المنطقة والعالم إلى خطر فوضى قد تجر إلى حرب عالمية مصغرة أو كاملة ".
وأضاف " إن الحرب المقبلة إذا وقعت فلن يكون لدى أحد أي مبرر لتوفير قوته أو التردد وستكون المنطقة والعالم على كف عفريت كما أن منابع النفط معرضة للتعطل بالكامل مما قد يوجه ضربة قاضية للاقتصاد العالمي تطيح بباقي مكوناته التي نجت من الأزمة المالية العالمية الأمريكية العام الماضي .من المعروف أن القوة الإسرائيلية هي أضعاف قوة حزب الله وسوريا مجتمعين إلا أن مايخيف الولايات المتحدة أن تتمكن قوات حزب الله من السيطرة على بعض المواقع شمال إسرائيل وأخذ عدد كبير من السكان الإسرائيليين رهائن وأن يتمكن الجيش السوري من النفاذ من مواقع غير متوقعة إلى مناطق قريبة من الحدود الفلسطينية المحاذية لجنوب غرب الجولان المحتل وبالتالي تطبق كماشة من قوات كوماندوس سورية وقوات المقاومة على الجليل الأعلى ، وإذا ماتمكن حزب الله وسوريا من القيام بعمل مثل هذا فإن إسرائيل لن تتمكن ولو حشدت عشر فرق عسكرية من فعل أي شيء إلا بالمغامرة بوقوع عشرات الآف القتلى من الإسرائيليين أو أن عليها أن تخلي كل مدن الجليل الأعلى ولأسفل من السكان وهذا أمر شبه مستحيل ".
وتقول الصحيفة " ربما تكون الأسابيع القليلة القادمة مليئة بالإثارة وبالمواقف الساخنة من كل الأطراف وقد يصل الأمر بالقوات الأممية اليونيفيل إلى الانسحاب من الجنوب اللبناني لأنها ستعاني من خسائر بشرية كبيرة جدا في حال وقوع صدام مسلح بين حزب الله وإسرائيل ، والخيارات أمام أمريكا وإسرائيل باتت محدودة جدا ، فعملية السلام لن تنتج شيئا وهذا يعرفه القاصي والداني ونتنياهو والحكومة الإسرائيلية ليسوا في وارد أن يرضخوا للإدارة الأمريكية خاصة وأنهم يحظون بدعم الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي وكثير من الديمقراطيين ، كما أن العالم العربي ممزق وغير قادر على إنتاج دور عربي فاعل ، إلا أن ماتتخوف منه إسرائيل أن يتحرك الشارع العربي بطريقة غير مألوفة مما يسقط بعض الأنظمة المهمة في المنطقة ويعيد الصراع العربي الإسرائيلي إلى المربع الذي كان فيه قبل عمليان الصلح والسلام مع الدول العربية والفلسطينيين وحينئذ سيتوجب على العالم أن يخشى من عودة سنوات الرصاص إلى أوج عظمتها بحيث تعود أوروبا ساحة للصراع والقتل والخطف ".