الثعبان والفأر
تصاحب ثعبان وفأر، فقال الثاني للأول:
ـ أنا أيضا أمتَلك أسنانا حادّة أقتل بها من أعضُّه.
ثم قال الثعبان:
ـ دعك من هذا يا صديقي، إنك لا تستطيع قتل أحد. ولا أحد يهابك. أما أنا فأفزع المرء وأخيفه قبل أن ألْسعه. إنك لست سوى فأر،
ومن رآك لا يخشى شيئا. فلندخل معا إلى الجحر وسوف ترى...".
وحينما دخلا الجُحر طفق شخصان يحفران الجحر، فلسع الثعبان أحدهما، فأخرج الضحية يده وبدأ يحتضر. وفي هذه اللحظة أطل
الفأر من الجحر، ولما بصر به الرجل، قام من فوره قائلا:
ـ ليس إلا فأرا وكِدْت أموت.
ثم اقترب الشخص الآخر ووضع يده في الجحر فعضَّه الفأر، بعدها أطلَّ الثعبان من الجحر. وحين رأى ذلك الشخص الثعبان
أخذه الهَلَع ومات. ساعَتَها قال الثعبان لرفيقه:
ـ أرأيت إن الفزع الذي أُحْدِثُه أشدُّ رُعْبا من عَضَّتك.
رهان مشؤوم
تراهن شخصان، فاقترح أحدهما على الآخر لمعرفة الأشجع:
ـ أُراهن على كبش لو ذهبت إلى المقبرة وغرزت هذا الوتد فيها. أخذ الآخر الوتد، وغرزه في المقبرة. لكن بما أنه كان مرتاعا
يلتفت وراءه كل لحظة، رَفَّت عيناه من الفزع، فغرز الوتد على حاشية بُرْنوسِه. وحين أراد القيام، جره الوتد نحو الأرض، فاعتقد
أن الميت ماسك به، وأخذ يصيح حتى مات.
الحيَّة والعَلَقة
ذات يوم، قالت الحية للعلقة:
ـ أستحلفكِ بالله إلا قلت لي: إننا نلسع الناس معا، لكنني لا أفهم لماذا يبحثون عنكِ كثيرا في حين أنهم يتَّقونني.
أجابت العلقة:
ـ لأن لسْعتي تشفي الناس ولسعتك تودي بحياتهم.
ابن آوى والحَدَأَة
اختلست حدأة صغار ابن آوى وأكلتها. ولما سألها ابن آوى لماذا قمتِ بهذا الصنيع، أجاب الطائر، بعد أن أرخى جناحيه للريح:
ـ لو استطعتَ أن تمسَّني بسوء فافعل!"
فقال ابن آوى:
ـ حسَنا، لقد أكلْتَ صغاري نيِّئة، أما أنا فسآكل صغارك مشْوية". ثم وضع مصرانا طويلا فوق النار. ولما أتت الحدأة اختطفته،
لكن جمرةً بقيت ملتصقة بالمصران. وحينما وضعته الحدأة في العشّ أتت الجمرة على ما فيه، عندها تساقطت فراخ الحدأة
مشوية فأكلها ابن آوى.
الرجل والسلحفاة
وجد أحدهم سلحفاة تتكلم، ولما أخبر السلطان، حبَسه ثم أمر بإحضار السلحفاة. ولما أُحضِرت، لم ترغب في الكلام.
عندها قبض السلطان على الرجل وقتَله. وقْتها قالت السلحفاة:
ـ الويل لمن لم يجد ما يحفظ، ولم يحفظ لسانه على الأقل! تُرَى ما الذي حمله على أن يأتي لينبئ السلطان بنبإ السلحفاة التي تتكلم؟.
الذئب والقنفذ
كان الذئب والقنفذ يمتلكان مطمورة. فذهبا ليخرِجا منها الحنطة. ولما فتحا منفَذ المطمورة، نزل القنفذ وطفِق الذئب يُطلِع الحنطة
التي يقدمها له شريكه لملء الأكياس. وحين أنهيا عملهما ذاك، طلب القنفذ من الذئب أن يمسكه ليخرج من المطمورة..فقال هذا الأخير:
ـ لا.
عندها توسل إليه القنفذ أن يلقي إليه السّلة كي يضع فيها بعض الحنطة القديمة لصغاره. ولما استجاب له الذئب قفز القنفذ إلى
السلة وغطى نفسه بالحنطة.
حمل الذئب السلة على ظهره معتقدا أنه يحمل الحنطة القديمة. ولما بلغ وِجهته، أقبل عليه صغار القنفذ يسألونه عن أبيهم، فأجابهم:
ـ لقد أغلقت المطمورة عليه. وإليكم شيئا من الحنطة القديمة تقضمونها!
لكن القنفذ ظهر من السلة صائحا:
ـ أوه! أوه! على رسلك يا عمّي الذئب، لا تفزع الصغار!"
الغراب والسلحفاة
ذات يوم، قال الغراب للسلحفاة:
ـ هيا بنا، سأحملك على ظهري وسنصعد إلى السماء لنَحضُر حفل زفاف الملائكة، وفي المساء نعود. وحين ارتفع عاليا قال للسلحفاة:
ـ هل تريْن الجنة؟
أجابت:
ـ لا.
ثم قال الغراب مرة أخرى:
ـ هل ترين الأرض؟
أجابت السلحفاة:
ـ ولا الأرض.
عندها أسقطها الغراب على صخرة حيث انفلقت وأكلها.
القصة مترجمة من عبد النبي زاكر