ماجستير سوري- ألماني لدراسة التحولات الاقتصادية في العالم العربي
يجري حالياً في جامعتي دمشق السورية و "ماربورغ" الألمانية التسجيل لدراسة ماجستير "التحولات الاقتصادية في المنطقة العربية". وسيكون هذا الماجستير الأول من نوعه برنامج علمي مشترك بين الجامعتين بهدف إعداد كوادر اقتصادية عربية وألمانية متابعة لآخر تطورات اقتصاديات الدول العربية وألمانيا، وأحدث النظريات الاقتصادية المعاصرة. وفي هذا السياق تأتي أهمية البرنامج حسب الدكتور محمد ناصر عميد كلية الاقتصاد بجامعة دمشق من حقيقة أن المشاكل التي تعاني منها اقتصاديات الدول العربية عموما والاقتصاد السوري خاصة ناتجة في أحيان كثيرة عن "غياب الكوادر أكثر منها عن ضعف الموارد الطبيعية". وسيبلغ عدد الطلاب المقبولين في الدفعة الأولى للعام الدراسي القادم 2009/ 2010 عشرون طالباً عشرة منهم عرب والآخرون ألمان.
ويختلف هذا الماجستير عن غيره من برامج التعاون بين جامعة دمشق وجامعات أوربية أخرى، كونه " يؤهل لإكمال الدراسات العليا ونيل درجة الدكتوراه"، على حد تعبير الدكتور ناصر، وفي لقاء خص به موقعنا قال ناصر إن أبرز ميزات الماجستير تأتي من زاوية تركيزه على المنطقة العربية وعلى تطبيقات النظريات الاقتصادية الحديثة فيها. أما على الصعيد الألماني فأن الماجستير سيركز على تعريف الطلاب بالنظريات والتطبيقات الخاصة باقتصاد السوق وفي مقدمتها نظريات إدارة الشركات وعلاقتها بنظم الرعاية الاجتماعية كما ذكر لنا البروفيسور بيرند هايو، أستاذ الاقتصاد الكلي في جامعة ماربورغ. وقال هايو ردا على سؤال موقعنا إن الأمر يتعلق هنا أيضا بمناقشة إمكانات الاستفادة من خبرات ألمانية وعربية وإمكانيات تطبيقها في العالم العربي وألمانيا.
يأتي تنفيذ البرنامج الذي تأخر إطلاقه لمدة عام على ضوء عقبات قانونية وإجرائية في وقت ينظر في السوريون بإعجاب إلى التجربة الألمانية على صعيد اقتصاد السوق الاجتماعي. وهناك رغبة سورية بالاستفادة من هذه التجربة لاسيما وأن سوريا تبنت رسميا هذا الاقتصاد. أما الجانب الألماني فينظر إلى الاقتصاد السوري على أنه ما يزال أمام طريق طويل لترسيخ دعائم المؤسسات التي تضمن سير نظام اقتصاد سوق يقوم على تكافؤ الفرص. وفي هذا السياق يأمل الألمان من البرنامج المساهمة في تحقيق هذا الهدف، لاسيما وان سوريا أصدرت قوانين جديدة تصب في هذا الاتجاه على حد تعبير البروفسور هايو.
ويبدو أن ذلك كان من الأسباب التي دفعت لاختيار جامعة دمشق لتنفيذ البرنامج الذي تنافست على الفوز به جامعات عربية عديدة. غير أن الجامعة السورية قدمت أفضل العروض من حيث الإمكانيات والشروط على حد تعبير البروفسور اوهايو.