هيدا الموضوع قرأته في منتدى فحبيت انكن تقروه
للذين لا يعرفون التيس نقول هو الجدي صغيرا، وعندما يكبر تفوح منه رائحة نتنه تسمى رائحة التيس دليلا على بلوغه مبلغ الفحولة وان (عازته) اجت ونيال الراعي صاحبة..! كان الراعي يقتني تيسا يقبض عشرة قروش ورطل او (صاع) شعير اجرة عن كل شاة وعنزه يقوم بواجبه معها من صاحبها.
وكان تيس ايام زمان بسيطا محدود المسؤولية، له موسم في السنة يصبح ملء السمع والبصر وبعدها يصبح عالة على الراعي وكان (اتخن اتخن تيس) لا يساوي شيئا فقد يباع بالوزن (بالكيلو) حسب سعر اللحم الدارج وكان صاحب الغنم لا يتمنى قدوم الجدي او السخل الذكر انما يتمنى الانثى لانها تباع بسهولة وبسعر اعلى من الذكر، واستهزاء به وبقدومه كان يقال (اللي ما بحضر ولادة عنزته بتجيب له سخل) يعني ان ان الذي لا يقف على حاجته ويراقبها تأتي خاسرة..! اما اليوم فالحظ للتيوس!! فمن كان يدري ويعلم ان الدنيا ستقبل على التيوس ويصبح العز لها بعد الذل والسعر الخرافي بعد الزهيد؟؟
اليوم من يمتلك تيسا او عشرة تيوس فهو اكثر من ربع مليونير، في حين كان اصحاب الغنم يقدمون الذكور للذبح والموائد الشهية وللمعلومات هي مرغوبة على المائدة اذ يفاخر اصحاب الدعوة ان هذا لحم جدي ذكر او خروف ذكر.. والانثى تبقى في الحفظ والصون لمزيد من النسل، ففي كل موسم تقدم توأمين او ثلاثة لصاحبها (حسب الزريعة) والذكور تقاد للسلخ وقديما قيل (قديش سخل سبق امه عالمسلخ)..! فكيف وقد وصلت الامور بهذه التيوس التي تطلق الروائح الكريهة وتنطح الاخرين، وكان اصحابها يسارعون الى بيعها والخلاص منها فهي ستأكل العلف لمدة شهور طويلة دون فائدة بعد انتهاء مواسم التكاثر..!
العز للتيوس فهي اليوم قد بلغت علوا كبيرا وصار صيتها في العلالي واسعارها نار وسعار تقدر بعشرات الالاف من الدنانير..!
انا اشتغل الان في وظيفة محترمة لا اريد ان اعلن عنها على هذا المنبر حتى لا يقوم زملائي بمقاضاتي عندما اقول ان التيس يساوي 30 سنة خدمة وعمل ولا اظن اني ساعيش ربع هذا العمر حتى اساوي (راسي بعبي).. تيس غنم ولو صدمتني (قولوا لا سمح الله) سيارة او كوستر لما دفعت كل شركات التامين ثمني خمسة الاف دينار !!! اي سدس تيس غنم..!
العز للتيوس ومن (زايد لزايد) يا رب و(عقبال ما يرفعوا سعر الانسان) كما رفعوا سعر التيس... والعز للتيوس