اتجاه نحو المباني الخضراء

ساهم التغير التقني وتغير المتطلبات الحياتية اليومية في التأثير على الأساليب والتصاميم المستخدمة في إنشاء المباني الحديثة وزيادة حدة التنافس في قطاع الإنشاءات بشكل كبير حيث شرع المقاولون والمطورون بتطبيق تقنيات تتميز بالإبداع من أجل تلبية الطلب النامي الذي يهدف إلى تقليل الكلفة وزيادة فاعلية المباني عن طريق استعمال خدمات ذات جودة أفضل ومواد أولية صديقة للبيئة.
ويقول تقرير شركة الخليج للتعمير والمتعلق بقطاع الإنشاءات إن من أبرز الاتجاهات العالمية في قطاع الإنشاءات هو الفكرة الجديدة المتمثلة في ''المباني الصديقة للبيئة'' أو ما تسمى بـ ''المباني الخضراء''، حيث جذبت هذه المباني اهتمام عدد من الأشخاص في صناعة الإنشاءات لعدد من الأسباب مثل قدرتها على تقليل كلفة الطاقة واستهلاك المياه، وهذا ما يدفع العملاء في القطاع الصناعي بالمطالبة بمباني أكثر استدامة وصديقة للبيئة.
ومن الاتجاهات الجديدة المشتركة في قطاع العقارات أيضاً هو استعمال تقنية الخرسانة المسبوكة في إنشاء المباني واستعمال أنظمة التبريد الحديثة المختصة بتبريد مناطق بأكملها.
المباني الخضراء
تتميز المباني الخضراء من تصاميم فريدة تروج للصحة الاقتصادية إضافة إلى ملائمتها للمجتمع والبيئة، حيث يتم التركيز في تصميم مثل هذه المباني على تلبية متطلبات محددة مثل حماية صحة قاطنيها، وتطوير إنتاجية الموظفين واستعمال موارد الطاقة بشكل أكثر فاعلية.
ومن الممكن أن تكون عملية إنشاء هذه المباني مكلفة في بادئ الأمر، لكنها تعتبر ادخارا طويل الأمد وذلك بسبب انخفاض كلفة تشغيل المبنى، ويضاف إلى ذلك أن هذه المباني صديقة للبيئة من حيث المواد المستعملة في إنشائها، ولذلك فإن أسعار إيجاراتها تعتبر أعلى من المتوسط لكونها توفر أماكن صحية للعيش وبيئة عمل إنتاجية.
وقامت دبي بإطلاق مبادرة لتصبح أول مدينة بالشرق الأوسط تحتوي على مبان تلبي المعايير البيئية العالمية، وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة دبي الاستراتيجية في العام 2015 حيث تم التشديد على أن تلتزم جميع المباني الجديدة بمعايير دولية في عملية التصميم والإنشاء، مما دفع بالكثير من المؤسسات الإنشائية بالإمارات إلى استعمال تقنيات المباني الخضراء في مشروعات لتقليل من استهلاك الطاقة والمياه.
أنظمة التبريد
وسارعت أنظمة التبريد الجديدة بالحصول على حصة سوقية كبيرة في منطقة الخليج حيث هناك عدد كبير من الصفقات التي تم توقيعها في الأشهر الأخيرة، حيث تم استعمال هذه التقنية في الكثير من التطويرات التجارية والصناعية مثل مرسى البحرين للاستثمار، والمرفأ المالي، ومركز التجارة العالمي.
وتقوم أنظمة التبريد الخاصة بالمناطق بعملية توزيع البرودة من مصدر أو مصادرة عدة إلى عدد من المباني عن طريق إنتاج ماء مبرد في المصنع المركزي وبعد ذلك ضخه عبر الأنابيب إلى المباني من أجل استعمالات تكييف الهواء.
ويركز المطورون العقاريون على إنشاء أنظمة التبريد للمشروعات الإنشائية الجديدة، خصوصا للمشروعات التطويرية المتعددة الاستعمالات التي تشمل المساحات السكنية والمكتبية والتجارية، حيث إنها تقدم فائدة لكل من المطور والمستعمل النهائي.
كما توفر أنظمة التبريد نطاقا واسعا من الفوائد مثل جودة أفضل للتبريد، فاعلية أكبر في عملية التبريد، وتقليل من كلفة رأس المال، والادخار في المساحات، وتقليل التلوث الضوضائي، وملائمتها للبيئة.
وتعمل شركة تبريد البحرين على إنشاء مصنع بسعة 30 ألف طن في المنطقة الدبلوماسية، والتي ستخدم مركز البحرين للتجارة العالمي إضافة إلى مباني أخرى متواجدة بالمنطقة الدبلوماسية، وتشمل التطويرات الأخرى من قبل شركة تبريد على عدد من مصانع التبريد التي ستوضع بمناطق استراتيجية بضاحية السيف والبسيتين والجفير.
ألواح الخرسانة المسبوكة
بدأ استعمال ألواح الخرسانة المسبوكة في العالم منذ بداية القرن العشرين، لكن في العقد الماضي ارتفع حجم استعمالها بشكل كبير بسبب وجود عمليات تطوير لمشروعات هندسية أكثر تعقيدا. وتستعمل ألواح الخرسانة المسبوكة بالمباني المرتفعة، والفلل والمباني التجارية والمكاتب، إضافة إلى المباني الصناعية، حيث يتم التركيز على أن يأخذ المبنى مظهرا جماليا وأنيقا، أو يتم استعمالها في المناطق التي يتم إعطاء أولوية كبيرا للنواحي الاقتصادية وقوة التحمل.ومن أبرز الايجابيات في استعمال ألواح الخرسانة الجاهزة هو تقليل كلفة وفترة الإنشاء حيث يتم تركيب الألواح مباشرة مما يعني تقليل فترة البناء والاعتمادية على الموقع، وبالتالي تقليل الكلفة، ويضاف إلى ذلك أن هذه الألواح تكون مجهزة بالمسالك والمقابس الكهربائية. كما تتميز ألواح الخرسانة الجاهزة بانخفاض كلفة الصيانة حيث إن الأشكال المختلفة لسطح الألواح تحافظ على شكلها ولونها مقارنة مع بقية الأسطح والمواد. كما يضمن الجودة العالية للاسمنت المستعمل بها مدة تحمل أطول للمبنى، الأمر الذي يعتبر ذا أهمية كبيرة للأسطح الخارجية. في حين أن عدم وجود تشققات أو عيوب فيها يقلل من كلفة الصيانة إضافة إلى استدامة مظهرها.
ومن أكبر الشركات العاملة في هذا المجال هي مجموعة البحرين للخرسانة المسبوكة والتي كانت مسؤولة عن بناء وتطوير مبان مهمة بالبحرين مثل مبنى غرفة التجارة والصناعة الجديد والمكون من 20 طابقا ''بيت التجار'' المتواجد منطقة السيف، وبلدية المحرق وغيرها من المباني بجامعة البحرين.