لم يعلم الطفل : محمود درويش "، في الصف الرابع بأن الموضوع الذي طلبت معلمته الكتابة عنه هو حول " حادثة ما جرت معه " سوف يكشف به سرقة صديقه " م . ه " ( 10 ) سنوات , الذي أقدم على على سرقة جهاز والده وبيعه لزميلته في الصف التي سرقت من أبيها أيضا .
بدأت القصة عندما طلبت المعلمة من طلابها في الصف الرابع ( قبل انقطاعهم عن الدوام ) موضوعا عن حادثة شاهدوها أو سمعوا بها , وهنا حصلت المفاجأة عندما قام محمود بكل براءة بكتابة و قراءة الموضوع أمام الجميع, ليصف فيه بدقة جريمة سرقة قام بها رفيقه في نفس المقعد حيث غافل أباه وقام بسرقة جهازه الخليوي ثم بيعه بمبلغ " 2500 " ليرة سورية , لزميلته في الصف
ويكمل " محمود " خلال موضوع التعبير كيف قامت " د . س " زميلتهم في الصف بسرقة ثمن الجهاز من خزنة والدها لأجل أن تدفعه لسارق الجهاز .
وما كان من المعلمة إلا أن استدعت الثلاثة لكشف ملابسات القصة أو موضوع التعبير الذي كشف الحادثة الغريبة , ثم طلبت حضور أولياء أمورهم الثلاثة .
وقالت المعلمة " ن . م " لعكس السير: " لقد كانت هذه الحادثة مفاجأة بالنسبة لي أن يتصرف أطفالي في الصف بهذا الشكل , حيث كان همي طوال السنة أن أربيهم على عدم الوقوع في الخطأ , وخاصة أن السرقة الصغيرة تودي بالمستقبل إلى أكبر "
في حين لم تبدي والدة الطفل السارق " م . ه" الكثير من ردة الفعل أو الاهتمام بما فعله ابنها على عكس والدة الطفلة التي اعترفت بأنها مقصرة بحق ابنتها .
وقالت والدة الطفل " محمود " لعكس السير : " لقد كنت سعيدة لما فعله ولدي فهو ميز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ من خلال كتاباته , وشعرت بان ما زرعته فيه من خصال وأتمنى أن يكون قلمه في المستقبل موضع قراءة ويتوجه بالطريق الصحيح " .
وفي سؤال للمرشد النفسي " أحمد العيسى " عن رأيه قال لعكس السير : " السرقة هي إرواء لدوافع نفسية مكبوتة والطفلان يعانيان من حالة اغتراب واضحة فاستهتار الأهل بهما جعل منهما يبحثان عن وجودهما عن طريق السلوك السيئ "
وأضاف " العيسى " : " إن غياب التعزيزات والمكافآت والحب والحنان يجعل الطفل في حالة قلقة تبحث دائما عن إثبات وجودها فالطفل يريدان يعاقب الهل بهذه الطريقة ويحاول أن يقول لهما أنا موجود أحبوني "
الطفل محمود درويش