إعادة ضريبة المغادرة إلى سوريا مطلب عدواني
اجمال الشواهين
الكشف عن وجود نوايا حكومية لإعادة فرض ضريبة مغادرة على الأردنيين المسافرين إلى سوريا، التي لم يمض على إلغائها سوى أشهر قليلة، يكشف بجلاء تام أن الأردنيين وجدوا في سوريا ملاذاً آمناً لهم، من حيث التسوق والسياحة، والاستمتاع بما هو متاح هناك، وليس متاحاً هنا، ومن جهة أخرى يؤكد أن السياحة الداخلية، وإن كان لا يستطيع المواطن العادي الاستفادة من مرافقها جراء رسوم الدخول إليها، قبل شواطئ البحر الميت والبحر الأحمر، يؤكد أنها كانت تعاني، وأنها الآن تعاني أكثر بسبب البديل الأفضل سلعة، وأرخص ثمناً.
إعادة فرض الضريبة على الأردنيين المغادرين وحدهم، دون فرضها على السوريين كما كان الحال سابقاً، يعني أنه لن تكون بالمقابل ضريبة على الأردنيين وهم يغادرون سوريا، ومثل هذا الأمر يظل أرحم من العودة إلى السابق، الذي كان يدفع فيه الأردنيون الضريبة مرتين، وبمبلغ عال جداً، رغم أن إعادة فرض الضريبة برمتها مرفوضة لما فيها من مساوئ.
الإجراء الجديد الذي تم الكشف عنه إذا ما طبق فعلاً، سيعني بالإضافة لما سيتحمله الأردنيون من أعباء، أنه موجه ضد سوريا، فليس من تفسير اقتصادي للأمر بالنسبة لها إلا أنه لغرض الحد من تدفق الأردنيين إليها، وحرمانها من الاستفادة من زيارتهم، وهو أمر لن تمرره سوريا دون مقابل يعكس نفس الضرر على الأردن.
الحاجة الحقيقية، سياسياً واقتصادياً بالنسبة للأردن، لا يمكن فكها عن الاستفادة التامة من الجار الشقيق، والاعتماد عليه في الشدائد، وقد جربناه عندما احتجنا منه مياهاً إضافية زودنا بها من سدَّيْ تل شهاب ودرعا، وكذلك لما تعلق بالاستيراد والتصدير، وحركة الشاحنات.
وليس خافياً أن مستقبل الأيام يحمل معه كثيراً من نذر الشؤم التي تهددنا بها الحكومات العدوانية الإسرائيلية، ما يفرض فتح كل الأبواب مع دمشق، وليس العودة للوراء بإغلاق باب كان فتحه لزاماً وحاجة، ويراد إغلاقه مجدداً.
الذين يفكرون بإعادة العمل بضريبة المغادرة إلى سوريا، يجهلون حقائق التواصل التاريخي، والحاجات المستمرة بين دمشق وعمان، وأنه لا بديل عن مساندة أحدهما للآخر، غير أن وضع أسافين التخريب بينهما وتنفيذه على أرض الواقع يعني تنفيذهم لقرارات خارجية تخدم مصالح آخرين غير الأردنيين والسوريين.
"إسرائيل" لا تحبذ علاقات جيدة بين دمشق وعمان، ومعها صندوق النقد الدولي الذي طلب أمس من الحكومة فرض مزيد من الضرائب، ويبدو أن منها قصة ضريبة المغادرة.إعادة ضريبة المغادرة إلى سوريا مطلب عدواني
الثلاثاء, 11 أيار 2010 00:00 جمال الشواهين