منتدى قرية الصومعة
اهلا بك عزيزي الزائر
لكي تتمكن من مشاهدة جميع محتويات المنتدى يجب عليك التسجيل
هناك الكثير من المواضيع الشيقة و الممتعة التي لا تظهر الا عند التسجيل
مع تحيات ادارة و اعضاء منتدى قرى صافيتا
منتدى قرية الصومعة
اهلا بك عزيزي الزائر
لكي تتمكن من مشاهدة جميع محتويات المنتدى يجب عليك التسجيل
هناك الكثير من المواضيع الشيقة و الممتعة التي لا تظهر الا عند التسجيل
مع تحيات ادارة و اعضاء منتدى قرى صافيتا
منتدى قرية الصومعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قرية الصومعة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القصة الأخيرة قبل الغياب ..........................

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
lawyer ali m om
مشرف عام
مشرف عام
lawyer ali m om


ذكر
عدد الرسائل : 287
العمر : 41
مزاجي : القصة الأخيرة قبل الغياب  .......................... Bdrdes10
سمعة العضو : 21
نقاط : 105703
تاريخ التسجيل : 12/12/2009

القصة الأخيرة قبل الغياب  .......................... Empty
مُساهمةموضوع: القصة الأخيرة قبل الغياب ..........................   القصة الأخيرة قبل الغياب  .......................... I_icon_minitime2010-02-01, 01:44

خمرة الحزن

قصة للكاتبة هيفاء بيطار .......................


بتمنى أن تقرأ على مهل وهي أخر هدية قبل الغياب لي على المنتدى ..................
مع تمنياتي للكل بالعيش بسعادة .................
رح اشتاق للكتابة بس في ظروف رح تغيبني عنكم فترة ورح ارجع بس تتحسن هالظروف .........
إلى اللقاء ...........................
علي ...............................


كل صباح كان يجاهد لطرد بقايا أحلامه المغموسة بالخوف، يفرك عينيه ويمّسد وجهه المترهل، كأنه يمسح صمغ الخوف عن جلده، يقوم من سريره بصعوبة كأنه يتمنى أن ينفض عن كاهله سنواته التي قاربت الثمانين، يعدّ قهوته على نار يتقصد أن تكون ضعيفة كي يمرر أطول زمنٍ ممكن، في الواقع أدهشته قدرته على التعود على السأم والقلق لهذه الدرجة، يجلس في مقعده الأثير في الصالون يستمع لنشرة الأخبار من عدة محطات، فيشعر أن اكتئابه أصبح شاملاً...‏



فيما مضى كانت وحدته هي حريته، علَّمته الحوار مع نفسه، ابتدأ مرحلة التقاعد بهمّة عاليةٍ، قرر أن يبدأ حياةً جديدةً، دافناً أحزانه على زوجته التي تركته دون لحظة وداع وانتقلت إلى العالم الآخر، كل صباح كان يقصد مقهى شعبياً متأبطاً عدة جرائد، يجلس في المقهى ساعتين على الأقل يقرأ الصحف ويقحم نفسه في أحاديث مع رواد المقهى، لكن متعته الوحيدة في ارتياد المقهى تقلصت حتى تلاشت لأن راتبه التقاعدي لا يسمح بتلك الرفاهية التافهة، وحين وصف له الطبيب أدوية للالتهاب المفاصل، أصيب بعجز مادي حقيقي، وصار عليه أن يتقبل معونة أولاده راسماً ابتسامة الذل على وجهه...‏



أولاده أين هم؟ من يصدقه إذا اعترف لنفسه مراراً أنه لا يصدق أن لديه أبناء، يحاول أن يعذرهم فالحياة تطحنهم، يبرر لهم جفاءهم وقسوتهم، يقبل عن طيب خاطر أن يكون ساحة صراخهم وغضبهم وقهرهم من الحياة التي حولتهم وأمثالهم ـ لجيل من الجائعين ـ ذات يوم حضر شجاراً حاداً بين ابنه وزوجته، وصل حدّ الضرب بسبب كيلويين من الموز، الزوج يتهم زوجته بالإسراف لأنها اشترت كيلوين، والزوجة فجّرت كل قهرها من الزمن بزوجها متهمة إياه بالبخل، وبأنها تعيش عيشة الكلاب معه، وفي نهاية الشجار تمنى كل منهما لو لم يتزوج الآخر...‏



كان يغضّ النظر عن زيارات أولاده له بهدف الاطمئنان عليه، كل منهم يخرج حاملاً غرضاً من البيت، لوحة، أو سجادة، طناجر أو صحوناً، حتى شراشف الأسّرة أخذوها تاركين له شرشفين، ثم يتركونه أعزل في مواجهة أحزان قلبه مع ابتسامةٍ حزينةٍ يفاجئه بها وجهه حين يلمحه عرضاً في المرآة، لم يخطر ببالهم أن سلوكهم هذا يعني أنهم يقولون له: لم يعد لكَ لزوم، أعطنا أشياءك القليلة، فما حاجتك لها، نحن الشباب الحياة لنا...‏



لم يستطع أن يعاتبهم قط، رغم أنه كان يصرخ بصوتٍ متشقق بالغضب والقهر في وحدته لاعناً إياهم ومعاتباً ويتخيل أنهم يطرقون صامتين يصغون لكلامه، لكن ما إن يزوره أحدهم حتى يمتلئ كيانه بالوداعة، ويسرع محضراً السكاكر الرخيصة لأحفاده، شاعراً أنه يرشوهم ليشحذ منهم قبلة ندية يطبعونها علىعجل علىخده المتغضن بتجاعيد الطيبة...‏



ذات يوم طلب إليه ابنه أن يعطيه التلفزيون الملون، ووعده أن يحضر تلفزيوناً بالأبيض والأسود، صمم أن يرفض وأن يصرخ في وجه ابنه أن طمعهم به في خريف عمره تجاوز الوقاحة ذاتها، لكن حين همَّ بالكلام وجد نفسه يقول: خذه يا بني، فقد ضعف نظري، وماعدت أُميّزُ الألوان بدقةٍ...‏



أحس أن لسان حاله يقول: خذوا كل شيء، لكن لا تنقطعوا عن الزيارة المعتادة لأبيكم المسكين. في أعماقه كان متأكداً أنه لو رفض إعطاء ابنه التلفاز لقرر الأخير مقاطعته....‏



كانت أيامه تنساب في فتورٍ وصمتٍ أقرب للشل؟؟؟... فكل شيءٍ حوله يبعث على الأسى، صار عاجزاً عن لملمة أفكاره، يتأمل خشونة الحياة حوله، معاناة البشر، يحاول أن يفكر بمشاكلهم معزياً نفسه، وشاعراً بتلك الألفة المتأتية من المعاناة المشتركة بين البشر، لكن أفكاره تتبدد وتتوه كما يتوه الماء في الرمال...‏



تضاءلت زياراته لأولاده، ففي كل زيارة يشعر بالحرج، وبأنه ضيف ثقيل، زوجة ابنه البكر لا تكلمه ابداً، تنظر إليه بعينيها الواسعتين، نظرةً باردةً ميته، وحين تقول له جملتها الوحيدة: مع السلامة، يحس أنها تصفعه...‏



كلهم ينصرفون عنه لمتابعة برامج التلفزيون. يتظاهر أنه يتابعها معهم، لكن حين يصدر عنه تعليق، أو يشتاق لخلق حديث معهم يزجرونه كي لا يقاطع انتباههم لحوار الممثلين الأكثر أهمية من حديث الرجل العجوز الذي فقد حاجته الوحيدة في الحياة: الحنان...‏



لا ينسى يوم كان يتغدى عند ابنته البكر، كان سعيداً بدفء الوجوه التي يحبها والتي يشعر أنها الوحيدة التي تخصه فيما تبقى له من عمره، أحس بعدوى شهوة الطعام ويتأمل أحفاده يأكلون الرز مع السبانخ واللحم بمتعة وشهية وجد نفسه يتحول إلى طفل ويأكل مثلهم، إلى أن انقضَّ عليه صوت زوج ابنته يصرخ بزوجته: قلت لك أنت اسكبي لـه السبانخ واللحم، اللحم أحق بالأطفال، ألا ترين أنه التهم نصف كمية اللحم، لم يعد يسمع، توقفت اللقمة في بلعومه، وكاد يختنق، هزته نوبة سعالٍ عنيفة لدرجة أحس أن عينيه ستخرجان من حُجريهما، وأن قلبه سيتوقف...‏



عاد إلى بيته مهزوماً منكسراً، أحس أنه لم يتبق له سوى شرف عزلته يصونه من الأذى، تحديداً من أذى اقرب الناس إلى قلبه...‏



صار عاجزاً عن أن يتمنى، فماذا عساه يتمنى؟؟ أمزيداً من تراكم أيام الذل، إنه لا يريد سوى الراحة، ترى كيف هي؟ ياه كم ثقلت عليه الحياة، وكم هو مؤسف أن يكون وحيداً لهذه الدرجة ولديه أربعة أولاد، و(دزينة) من الأحفاد كان أبناؤه يحضرون لـه طعام الغداء بالتناوب، وفق بر نامج اتفقوا عليه، في البداية كانوا يجلسون معه لساعةٍ أو أكثر، يحدثونه ويطمئنون على صحته يوصونه ألا ينسى قفل جرة الغاز, لكن زياراتهم صارت أقصر، حتى انعدمت ربما ملَّوا منه لأن سمعه غدا ثقيلاً فكانوا يضطرون للصراخ ولإعادة الكلام مراراً، صاروا يدّعون المشاغل الكثيرة، ويمدون له طعامه من طاقة الباب المستطيلة...‏



كان يتخيل دوماً تلك اللقطة من فيلم قديم كيف تقدم فيه امرأة الطعام لكلبٍ، يحس تماماً أنه استحال إلى حيوان... كان يأخذ معه طعام الذل، إنهم لا يتركونه، أبداً بلا مؤونة لألمه، يخشون ألا يجد ألمه ما يتغذى به كل صباح!‏



ذات مساء أحس أن روحه تختنق، اشتاق أن يتحدث مع إنسان حديث قلب لقلب، قصد بيت ابنته الصغرى، كان يعرف أنهم في الداخل فالضوء يشفّ من شقوق الباب، وصوت التلفاز ملعلع قرب الجرس، وقلبه يختلج بشوقٍ كبيرٍ لكل تلك المعاني الإنسانية التي نسيها إنسان اليوم، لمح خيالاً يتحرك من وراء زجاج الباب، خفت صوت التلفاز وابتعد الخيال، كرر قرع الجرس مراراً، ظل الباب موصداً... تلقى الطعنة في قلبه المتعب من خيبات الحب، ورغم ألمه لم يستطع أن يرجع إلى صقيع وحدته، قصد بيت ابنه، في أعماقه كان يفتش عن طعنةٍ أخرى تتآزر مع الطعنة الأولى وتقتله، فتح ابنه الباب بوجهٍ شوهه الغضب، أحس أن ابتسامته بلهاء لأنها لم تحرك أي شيء عند ابنه، ما إن لمحته زوجة ابنه حتى تعللت بالصداع، وذهبت لتنام، ما إن هم بالكلام مع ابنه محاولاً معرفة سبب انزعاجه، حتى انفجر الأخير كقنبلةٍ، كان دوي صوته مرعباً لدرجةٍ اهتزت معها الستارة الرقيقة الوحيدة صرخ: لا أحتمل كلمة، أتفهم، أنت السبب، أنت من أخرجتنا إلى دنيا الشقاء، رجل بائس وفقير مثلك لماذا يتزوج؟ لماذا ينجب أطفالاً، ليعيشوا عيشة الكلاب، أليس كذلك..؟!..‏



ودّ لو يقول له: لقد علمتك حتى أنهيت دراستك الجامعية، وربيتك أحسن تربية وسحقت نفسي من أجلك و...‏



لكن الكلام تخثر في بلعومه وتبدد...‏



لم يعتذر ابنه عن عاصفةٍ غضبه التي صبها على والده، حلَّ بينهما صمت ثقيل، خرج الابن المشحون بالقهر صافقاً الباب وراءه، غير مبالٍ بنظرات الذعر والألم في عيون أولاده، أوشك للحظةٍ أن ينهار عند قدميّ حفيده ذي الأعوام الخمسة، وأن يُوسّدَ راسه في حضنه، اقترب من الصغير وأمسك يده. رفع الصغير عينين حولّهما الحزن لعيون تشبه عيون جده المنخور بالألم، أحس أن الصغير يحتمي به، مسح بكل الحنان المقموع في روحه على رأس حفيده وهمَّ أن يبكي راكعاً على قدميه ورأسه في حضن حفيده، هكذا اشتهت روحه لكنه تراجع خائفاً وهو يسمع صوت زوجة ابنه تصرخ بأولادها بخشونةٍ أن يدخلوا إلى غرفتهم...‏



(كل طعامك كحيوان) هذه الجملة كان يبتدئ بها نهاره وترافقه بإلحاح اليوم كله، وفي بيته الضيق العاري من الأغراض، كان يحس أنه يختبر شعور العيش في قبر، لكن مشاعر رائعة ومفاجئة كانت تتسلل إلى روحه وهو في قمة يأسه، فيحس وهو يتقبل قسوة أولاده أن روحه غنية، وأن الله يساعده بطريقةٍ خفيةً ويجعله يتذوق قطرات من العذوبة الإلهية التي تسقط في روحه من سماءٍ قصية لكنه متأكد أنها موجودة، فتحول قلبه المتورم من القهر، إلى قلب يتسع للعالم كله، بل يحس قلبه أكبرمن العالم. فيشفق على قساة القلوب الذين أفقدهم الغضب والقهر موهبة الحب. والذين أنساهم زمن المادة أبجدية الحنان...‏



ذات صباح وبعد أن أعطاه ابنه طعامه من طاقة الباب، ودخل إلى المطبخ، دخلت قطة من الباب الذي نسيه مفتوحاً، يبدو أنها شمت رائحة الطعام، اشتعل قلبه فجأةً بسعادةٍ من وجد حلاً لأزمةٍ عذبته طويلاً، أسرع يغلق الباب مانعاً الحيوان من الفرار، قَدّم لها غذاءه، فالتهمته بشهيةٍ عاليةٍ، كم كان سعيداً، قرفص وأخذ يأكل معها، متعمداً أن يكون لها الحصة الكبرى كان مبتهجاً كونه لم يعد وحيداً، ودَّ لو يسألها وهو يعد قهوة بعد الغذاء إن كانت ترغب بفنجان قهوةٍ، أسعده أنه لا يزال يملك بقايا دعابة يقاوم بها خشونة الحاضر، قرر أن يصون علاقته بذلك الحيوان، مغدقاً عليه الحنان المقطر قطرةً قطرةً في قلب عجوز خمرّه الحزن..‏............................






JUST LOVE
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طائر الفينيق
مشرف عام
مشرف عام
طائر الفينيق


ذكر
عدد الرسائل : 1446
العمر : 46
المزاج : حزين
مزاجي : القصة الأخيرة قبل الغياب  .......................... 7azeen10
سمعة العضو : 332
نقاط : 112383
تاريخ التسجيل : 05/03/2009

القصة الأخيرة قبل الغياب  .......................... Empty
مُساهمةموضوع: رد: القصة الأخيرة قبل الغياب ..........................   القصة الأخيرة قبل الغياب  .......................... I_icon_minitime2010-02-01, 06:45

شكرا علي انا شخصيا صرت متابع لمواضيعك وخصوصا الروائية
بتشكر المجهود المبزول لنقل هي القصص الحلوة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القصة الأخيرة قبل الغياب ..........................
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الغياب
» مرحبا بالناعمة بعد الغياب
» الربع ساعة الأخير
» القصة الكاملة لاختفاء اليويو
» القصة الحاصلة على جائزة الإبداع لسنة 2008

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية الصومعة :: الثقافة العربية :: الادب العربي-
انتقل الى: