ما ورد عن أهل بيت النبوة فإنّ مصدر سيف ذي الفقار هو نزوله من السماء كما روي عن الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال:سألته عن ذي الفقار سيف رسول الله (ص) من أين هو؟ قال: (هبط به جبرئيل (عليه السلام) من السماء وكانت حليته من فضه وهو عندي).وأما كيفية نزوله من السماء فهو كما ورد في رواية الإمام الصادق (عليه السلام) : (إن الله تبارك وتعالى أنزل على محمد سيفاً من السماء في غير غمد,وقال له:فقاتل في سبيل الله). ونزوله بلا غمد تحريض على الجهاد, وإشارة إلى أن سيفه ينبغي أن لا يغمد.
وأما وصفه فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (سمي سيف أمير المؤمنين (عليه السلام) ذا الفقار لأنه كان في وسطه خط في طوله فشبه بفقار الظهر.
وفي رواية ابن مسعود أن ملائكة السماء تعجبت من ثبات الإمام علي (عليه السلام) في معركة أحد,وسمع جبرائيل حين يعرج إلى السماء يقول:
لا سيف إلا ذو الفقار
لا فتى إلا علي
وروي عن عكرمة عن علي (عليه السلام) قال النبي (ص) :إن ملكا اسمه رضوان كان ينادي في السماء بذلك.
وقد نظم الشعراء هذه المنقبة للإمام علي (عليه السلام) فمن ذلك:
وله بلاء يوم أحد صالح والمشرفية تأخذ الأدبار
إذ جاء جبريل فنادى معلنا في المسلمين وأسمع الأبرارا
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي إن عددت فخارا
وقتل الإمام علي (عليه السلام) عدو الله مرحبا في واقعة خيبر بذي الفقار كما ذكر في نظم الشاعر بقوله:
خذ الراية الصفراء أنت أميرها وأنت لكشف الكرب في الحرب تذخر
وأنت غدا في الحشر لا شك حامل لوائي وكل الخلق نحوك تنظر
فصادفه في شر البرية مرحب على فرس عالي من الخيل أشقر
فجدله في ضربة مع جواده وأهوى ذباب السيف في الأرض يحفر
ومر أمين الله في الجو قائلاً وقد أظهر التسبيح وهو مكبر
ولا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى لمعركة إلا علي الغضنفر