دمشق.. بيت القصيد

اتضح في ضوء الحرب الإسرائيلية على غزة أن المجتمع الدولي لا يستطيع ولا يريد أن يكون له تأثير حقيقي على مجرى الأحداث في منطقة الشرق الأوسط. والدليل على ذلك أن إسرائيل لم تعبأ بمطالبة مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار. 

وفي نفس الوقت ظهر في ساحة الشرق الأوسط لاعبان جديدان يحاولان أن يصبحا أساسيين في المنطقة هما فرنسا وتركيا اللتان تراهنان على سورية. 

وقد ساعدت فرنسا دمشق على فك طوق العزلة الدولية المفروضة على سورية. 

وزار الرئيس الفرنسي ساركوزي نظيره السوري الأسد خلال عملية "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية ليعيد إلى أذهان الأسد أن سورية ستحصل على استثمارات أوروبية واعتراف دولي إذا أحجمت عن مساعدة حماس على إعادة تسليح فصائلها لمواصلة قتال إسرائيل. 

وألمحت وزارة الخارجية الفرنسية أخيرا إلى أنها لا تستبعد الدخول في اتصال علني مع حماس. 

وقام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أيضا بجولة في المنطقة داعيا إلى نشر قوات تركية في غزة. 

وفي الحقيقة فإن فرنسا وتركيا تصبوان إلى هدف بعيد يتخطى إطار تسوية النزاع العربي الإسرائيلي وهو إخراج سورية مما يسمى بـ"محور الشر" ومن التحالف مع إيران. وإذا تبنت سورية خيار الصداقة مع أوروبا فسوف تصبح إيران في وضع صعب. 

ومن الملاحظ أن طهران اكتفت بتتبع أحداث غزة بصمت، إدراكا منها أن عليها اعتماد خيار من اثنين: الدخول في اتصال مع الإدارة

الأمريكية الجديدة أو تلقي ضربة عسكرية أمريكية.