تحولت مؤازرة عناصر شرطة محافظة طرطوس للجهات المعنية بحفر بئر إرتوازي في قرية فجليت التي تبعد 65 كم عن محافظة طرطوس شرقا ًوحوالي 15 كم عن منطقة الدريكيش إلى صدام عنيف مع بعض أهالي القرية
أدى الى إصابة أكثر من 13 مواطناً ورجل أمن بجراح تتراوح بين رضوض وكسور كما تم توقيف بعض سكان القرية الذين شاركوا في أعمال الشغب .
المواجهة بدأت حوالي الساعة الثانية من بعد ظهر يوم أمس الأحد بعدما تجمع بعض الأهالي احتجاجاً على حفر البئر قبل أن تبدأ المشاحنات والملاسنات الكلامية بينهم وبين قوى الأمن تصاعدت مع طلب عناصر الأمن من الأهالي بالإنصراف وفك التجمع بشكل سلمي لكن ما لبثت أن تحولت الى مشاجرة كبيرة جداً مع سماع إطلاق عيارات نارية وقيام الأهالي برشق الحجارة على عناصر الأمن البالغ عددهم أكثر من 300 عنصر وتوترت الأجواء ووصلت حد تحطيم زجاج سيارات عناصر الأمن ومن بينها سيارة معاون قائد الشرطة.
ورغم الدعوات التي أطلقها معاون قائد الشرطة للتهدئة إلا أن الأهالي لم يتوقفوا عن تحركهم وأصروا على الاستمرار في حال لم تتوقف الحفارة عن حفر البئر .
ودامت المواجهة بين الجانبين أكثر من ساعة اضطر خلالها عناصر الأمن لإطلاق العيارات النارية في الهواء لفض الإشتباك و مع نهاية الاشتباك بقي الجو متوتراً جدا ً مع قدوم سيارة الإسعاف لنقل الجرحى من المركز الصحي في القرية إلى مشفى الدريكيش .
سيريانيوز التقت ببعض الأهالي الموجودين في التجمع وقال أحدهم بعدما رفض ذكر إسمه " نحن مع حفر البئر و لكن ليس في هذه النقطة كونه يقع في منطقة سكنية و يمكن حفرة في نقاط و أماكن أخرى " .
أما رمضان مرهج وهومعلم مدرسة فقال " قدمنا معروضا لمدير عام المياه و لمحافظ طرطوس لنشرح له عدم موافقتنا لحفر البئر في هذا المكان والإشارة الى إمكانية نقله لمكان أخر و لكن دون جدوى فالمحافظ حول موضوعنا إلى مدير المياه و مدير المياه بدوره قال "لا يمكن نقله إلى مكان أخر" .
حماد عارف وسوف أحد أبناء القرية 45 عاماً قال " ما جرى لايعني أننا في القرية نريد إثارة الشغب و الفوضى ولكن إن غاب الصلح والوفاق ليس لدينا سوى هذا الحل لإثارة هذه المشكلة أمام الرأي العام والنظر بها بمستويات أعلى لربما يصلون لحل أخر يرضى عنه الجميع" .
أما مجيد عباس فقال " أن الاهالي قدموا أرضا أخرى وهي مناسبة جدا لحفر البئر سعيا لإنهاء هذه المشكلة لكن دون فائدة ترجى بسبب إصرار الجهات المعنية على حفر البئر في نفس المكان المحدد له وقد بتنا في موقف نحن مكرهون عليه ولكن ليس بيدنا حل " .
أما محمد الطالب في الصف الخامس الابتدائي وعند سؤالنا له عن سبب خروجه قال " لطالمنا سمعت أبي يقول إن حفر البئر في هذه النقطة سيؤثر على نبع الماء في القرية ".
كما التقت سيريانيوز بعض الأهالي المؤيدين لحفر البئر والذين أجمعوا على أن هذا هو "المكان الأنسب لحفر البئر كونه يقع في منتصف القرية و سوف ينتفع من حفره في هذا المكان أكثر من ست قرى مجاورة لأغراض زراعية ."
وتابع هؤلاء أن "بعض الأهالي وهم قلة الذين عارضوا قيام هذا المشروع كان فقط لأغراض شخصية و تحقيق لمنافعهم المادية ليس إلا لأنهم كانوا يبيعون خزان المياه الواحد من نبع القرية القريب من منازلهم و القريب من مكان الحفر بمبلغ 250 ل.س و الشغب الحاصل حالياً ليس من عاداتنا و ليست من تقاليدنا " .
أحد عناصر الأمن المتواجدين في مكان الحادثة " رفض ذكر اسمه " أوضح لسيريانيوز " إننا نرفض العنف و دائما ًنتبع الطريقة السلمية لحل مثل هذه المشاكل و لدينا تعليمات من السيد قائد الشرطة بحلها بشكل سلمي دون التطرق للعنف و لكنهم أجبرونا فهم أول من بادر برشقنا بالحجارة و قيامهم بإطلاق العيارات النارية في الهواء هذا عدا عن السباب و الشتائم التي تلقيناها ".
ولا تزال عملية الحفر حتى ساعة إعداد هذه المادة قائمة بحراسة عناصر الأمن المتواجدين بكثرة في جو هادئ نسبياً تشوبه أجواء من القلق من بداية أعمال شغب أخرى .
مازن محمد –
سيريانيوز – طرطوس