إضعاف الشعور الوطني

الدولة لاتكون قوية إلا بقوة مواطنيها النابعة من شعورهم بمواطنتهم والمرتكزة إلى مشاركتهم جميعا وتحملهم المسؤولية حسب مواقعهم .. والمواطنة والتشاركية لاتكتملان إلا عندما نعرف واجباتنا بالقدر الذي نعرف فيه حقوقنا ومسؤولياتنا تجاه الآخرين بمقدار مسؤولياتهم تجاهنا

هذا قول السيد رئيس الجمهورية في خطاب القسم الثاني ...

ولأنني مواطن في هذا الوطن وفقدت الشعور بمواطنيتي ..

نتيجة ممارسات بعض أصحاب المواقع والكراسي..

ولأن القانون يعاقب بنص صريح كل من يثبت تورطه في إضعاف الشعور الوطني..

أتقدم بشكوى عبر صفحاتكم إلى السادة المعنيين وأناشدهم بل أناشد السيد رئيس الجمهورية شخصيا أن يحرص على محاسبة المسيئين والمقصرين الذين استهانوا بكرامات وحقوق المواطنين متسببين في إضعاف الشعور الوطني ..

والحقيقة أن كلمة إضعاف لا تكفي وربما وأد هذا الشعور وقتله قد يكون تعبيراً أكثر دقة !

القصة باختصار أن عناصر الأمن والمكلفين بحفظ النظام قاموا إثر حادثة معينة بممارسة واجبهم على أتم وجــه فقاموا بالقبض على كل من صادف طريقهم وساقوه كالنعاج على قسم الشرطة دون تمييز بين بريء ومذنب (لمجرد التواجد) فقبضوا على 18 شخص علما أن أغلبهم لا علاقة لهم بالموضوع .. ولأن السيد رئيس قسم الشرطة يطبق النظام بحذافيره دون زيادة أو نقصان رفض التأكد أو سماع الأقوال واعتبر أن إطلاق السراح مرهون بالقضاء .



ماذا حدث بعد ذلك؟



لكم أن تأخذوا نفساً طويلا وتدخنوا الأركيلة مع كأس شاي على مهلٍ بسرعة توازي تطور الأحداث..

تم تحويل الموقوفين (كمشتبه بهم )من نظارة القسم إلى النيابة العامة ..

ومن النيابة العامة إلى القضاء العسكري بالمحافظة ..

وبعد ذلك حُـوِّلت الإضبارة دون الموقوفين (الذين بقوا في سجن اللاذقية المدني كأمانة) إلى النيابة العسكرية بحمص

وطبعا طيلة تلك المدة لجأ أهالي الموقوفين وخصوصا من لا علاقة لهم بالمشكلة إلى كل السادة المسؤولين في المحافظة الذين أكدوا أن نزاهة قضائنا وأن البريء سيفرج عنه بالتأكيــد .. لكـــن متى ؟؟ اللـــــه أعلم...

توجه الأهالي بشكوى إلى السيد وزير الداخلية عبر صفحات الشبكة العنكبوتية ونشرت الشكوى في مواقع عديدة مثل(النزاهة وسيريا ستيبس وكلنا شركاء وموقع جريدة قاسيون..) علما أن العديد من الجرائد الرسمية تمنعت عن نشر الشكوى ..

وطبعا نحن نعذر السيد وزير الداخلية الذي ربما لا يطالع مثل هذه المواقع بسبب انشغاله الشديد .. واستنتجنا ذلك لأن الشكوى لم تؤدِ إلى نتيجة..

وبعد أيام قاسية ومريرة بالنسبة للمحتجزين وأهاليهم الذين لم يغمض لهم جفن وصلت الأوراق إلى المحكمة العسكرية بحمص وكأنها مرسلة على ظهر سلحفاة..

ولأن السلحفاة مخلوق نشيط ومواظب فقد تم تحويل الاضبارة في غضون أيام قليلة بعددها ثقيلة بلحظاتها على الأبرياء المحروقة قلوبهم بسبب حجز حريتهم ..

وقام القاضي مشكورا بتسطير مذكرة يطلب فيها إحضار الموقوفين إلى حمص ليتم التحقيق معهم وكما تعلمون أن السلحفاة قد لا تبقى نشيطة دوماً فاحتاج الأمر أكثر من أسبوع ليتم تسييرهم إلى حمص .

وبعد لقاء قصير وافق قاضي التحقيق على توقيع مذكرة إخلاء سبيل (حيث أن المحاكمة يمكن أن تتم والمتهمين طلقاء)

لم ينتـــه الأمر طبعا..

فالمذكرة تحتاج إلى إجراءات تصديق من النائب العام (العسكري) وقد يكون مكتبه مزدحماً بالقضايا والأوراق المهمة فلا يمكن تصديقها بنفس اليوم وقد يحتاج الأمر أكثر من ذلك خصوصا إذا صادف موعد عرضها يوم خميس فعلى الأرجح أن التصديق لن يتم قبل السبت .. بغض النظر عن وجود أو بريء بين الموقوفين..

وبعد ذلك سيتم إرسال برقية (لإخلاء سبيل الموقوفين) من حمص إلى اللاذقية بالرغم من أن تسمية البرقية مشتقة من اسم البرق حيث مدلول السرعة واضح ولا يحتاج إلى اختصاصي في اللغة العربية إلا أن البرقية تكن كذلك أبــداً ..

ووصلت متأخرة إلى منتظريها بكل لوعة وشوق ..

فما قولكــم

عندما يسجن المواطن البريء أكثر من شهر دون ذنب اقترفــه

عندما لا يجد الأهالي من يلجأون لــه ليعرضوا عليه قضية أبنائهم المسجونين ظلماً

عندما يتسبب هذا السجن بتغيب الطلاب القسري عن امتحاناتهم ورسوبهم في سنتهم الدراسية

عندما يشعر أبناء الوطن أن عناصر الأمن والنظام هم من يعتدون عليهم

عندما يشعر المواطنون أن المسؤولون عن العدل لا يكترثون لظلمهم

وعندما يكون واقع السجون ونظارات التوقيف كما نعرف وتعرفون

وعندما يشعر المرء أنه مظلوم ولا يـد تساعده لرفع الظلم

عندها أخبرونا كيف تريدون أن يكون وضع الشعور القومي

نرجو منكم محاسبة المسؤول عن إضعاف شعورنا القومي إن كان يهمكم أن يبقى حياً

رامي يوسف rami111yousef@gmail.com