منتدى قرية الصومعة
اهلا بك عزيزي الزائر
لكي تتمكن من مشاهدة جميع محتويات المنتدى يجب عليك التسجيل
هناك الكثير من المواضيع الشيقة و الممتعة التي لا تظهر الا عند التسجيل
مع تحيات ادارة و اعضاء منتدى قرى صافيتا
منتدى قرية الصومعة
اهلا بك عزيزي الزائر
لكي تتمكن من مشاهدة جميع محتويات المنتدى يجب عليك التسجيل
هناك الكثير من المواضيع الشيقة و الممتعة التي لا تظهر الا عند التسجيل
مع تحيات ادارة و اعضاء منتدى قرى صافيتا
منتدى قرية الصومعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قرية الصومعة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاستغفار وعطاء السماء والأرض

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سميع حسن
عضو صفتلي جديد
عضو صفتلي جديد



ذكر
عدد الرسائل : 8
العمر : 59
مزاجي : الاستغفار وعطاء السماء والأرض Morta710
سمعة العضو : 0
نقاط : 102474
تاريخ التسجيل : 29/04/2010

الاستغفار وعطاء السماء والأرض Empty
مُساهمةموضوع: الاستغفار وعطاء السماء والأرض   الاستغفار وعطاء السماء والأرض I_icon_minitime2010-05-03, 20:30

[b]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وجعل الاستغفار طريقاً من طرق الاعتراف بلاهوتيته وعظمته وكرمه وحلمه ، وسبباً للمزيد من إحسانه ورحْمته ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صلّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعلى جَميع الأنبياء والمرسلين وعلى من تبعهم بإحسان ويقين من أبينا آدم حتى هذا الحين .
يقول الله تبارك وتعالى : { وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }( الأنفال 33)
وقال تعالى: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً }(نوح 10-11- 12)
من يتأمّل هاتين الآيتين يجد أنّ اللّه سبحانه وتعالَى ربط حركة السماء والأرض بالاستغفار ، فمن خلال الآية الأولَى نَجد أنّ اللّه لا يعذّب قرية أو قوماً وفيها نَبِيّ ، ولكن إذا غاب أو ذهب النَّبِيّ فماذا بقي لنا وما الذي يدفع العذاب عنّا ؟.
الجواب من قولِهِ تعالى : {وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } إذاً ترك لنا الاستغفار .
ولذلك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلّى الله عليه وآله): مَنْ أَكْثَرَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً ، وَيَرْزُقُهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.
وقال أمير الْمؤمنين عليّ (عليه السلام): كَانَ فِي الْأَرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا فَدُونَكُمُ الْآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ ، أَمَّا الْأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ (صلّى الله عليه وآله) وَأَمَّا الْأَمَانُ الْبَاقِي فَالاِسْتِغْفَارُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ( نهج البلاغة ج4)
..........................................
وَقَالَ النَّبِيُّ (صلّى الله عليه وآله): حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ وَمَمَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟. فَقَالَ (صلّى الله عليه وآله): أَمَّا حَيَاتِي فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ {وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} وَأَمَّا مُفَارَقَتِي إِيَّاكُمْ فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ ، فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنٍ اسْتَزَدْتُ اللَّهَ لَكُمْ ، وَمَا كَانَ مِنْ قَبِيحٍ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ. قَالُوا: وَقَدْ رَمَمْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟. ( يَعْنُونَ صِرْتَ رَمِيماً ). فَقَالَ (صلّى الله عليه وآله): كَلَّا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ لُحُومَنَا عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَطْعَمَ مِنْهَا شَيْئاً.
ـ وفي خبَرٍ آخر : وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ عَمَّاراً قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ (صلّى الله عليه وآله): وَدِدْتُ أَنَّكَ عُمِّرْتَ فِينَا عُمُرَ نُوحٍ (عليه السلام). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلّى الله عليه وآله): يَا عَمَّارُ حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ وَوَفَاتِي لَيْسَ بِشَرٍّ لَكُمْ أَمَّا فِي حَيَاتِي فَتُحْدِثُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لَكُمْ وَأَمَّا بَعْدَ وَفَاتِي فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِي فَإِنَّكُمْ تُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِي وَأَسْمَاؤَكُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِكُمْ وَقَبَائِلِكُمْ فَإِنْ يَكُنْ خَيْراً حَمِدْتُ اللَّهَ وَإِنْ يَكُنْ سِوَى ذَلِكَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِذُنُوبِكُمْ.(من‏لا يحضره‏الفقيه ج1ص 191 وسائل‏الشيعة ج16 ص109 مستدرك‏الوسائل ج 100 ص163 بحارالأنوار ج17 ص144 ص 149 ج 22 ص550 ص551 ج23 ص349 ص 353 )
................
ومِمّا يروى أنّ شاب على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يلبس أفضل الثياب ويهنأ بأطيب العيش ، فلما مات رسول الله قَصَّرَ وتشمَّرَ للعبادة ، فقالوا: يا فلان لو فعلت هذا ورسول الله حي لقرت عينه. قال: كان لِي أمانان فمضى أحدهما وبقي الآخر قال الله عز وجل:{وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} فقد مضى هذا، وقال الله تعالى {وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ولا أزال أجتهد بالاستغفار والعبادة. (مشكاة الأنوار ص 171)
.............
وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام): مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً، مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الْإِجَابَةَ، وَ مَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ، وَ مَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ، وَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّعَاءِ {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
وَقَالَ فِي الِاسْتِغْفَارِ {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً}
وَقَالَ فِي الشُّكْرِ {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }
وَقَالَ فِي التَّوْبَةِ :{ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}
................
وعَنِ الإمام الباقر عليه السلام قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ وَالِاسْتِغْفَارُ حِصْنَيْنِ لَكُمْ مِنَ الْعَذَابِ، فَمَضَى أَكْبَرُ الْحِصْنَيْنِ وَبَقِيَ الِاسْتِغْفَارُ ، فَأَكْثِرُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ مَمْحَاةٌ لِلذُّنُوبِ ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَاقْرَءُوا: { وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
ـ وقال الرسولُ (صلّى الله عليه وآله): خيرُ الدُّعاءِ الاستغفار .
****************
وقد يسأل سائل: ما علاقة الاستغفار في حركة السماء وفِي حركة الأرض وهل يتأثر عطاء الأرض والسماء بالاستغفار ؟.
الجواب: من قولهِ تعالَى { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً }(نوح 10-11- 12)
فهذه الآية تبيّن لنا بكلّ وضوح نتائج الاستغفار :
1- يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً: لأنّه بالاستغفار ينزل اللّه علينا المطر والرَّحْمَة وبالتالِي ينقذنا من القحط والعطش ، وهذا دليل واضح على علاقة السماء بالاستغفار .
2- وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ : يعطينا القوّة الاقتصادية والاجتماعية
3- وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ : الجنّات الحدائق والطبيعة الجميلة وغيرها
4- وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً: معلوم أن مياه الشرب للإنسان والحيوانات من الأنْهار ، أليس هذا أدل دليل على علاقة الاستغفار بالأرض وعطائها.
ومثلها آيات أخرى قوله تعالَى:
{وَ يا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}(هود52)
ومعنى قوله تعالى:{ وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ } هو نفس معنى قوله تعالى: {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ} كما روي عن الحسن بن علي (عليه السلام) أنه قد وفد على معاوية فلمّا خرج تبعه بعض حجابه (أي حاجب معاوية) وقال: إنّي رجل ذو مال ولا يولد لِي فعلّمني شيئا لعل اللّه يرزقني ولدا.
فقال (عليه السلام): عليك بالاستغفار. فكان يكثر الاستغفار حتى ربّما استغفر في اليوم سبعمائة مرة، فولد له عشر بنين، فبلغ ذلك معاوية فقال له: هل سألته مِمّ ؟. قال ذلك فوفد(عليه السلام) وفدةً أخرى ، فسأله الرجل فقال(عليه السلام): أَ لَم تسمع قول اللّه عز اسْمه في قصة هود{وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} وفي قصة نوح { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ}
(مكارم‏الأخلاق ص 224)(بحارالأنوار ج101 ص86 ) (مكارم‏الأخلاق ص226 )
****************
ما هو السبب في إصابة الإنسان بالمصائب والأمراض والهلاك ؟.
قال تعالَى: { أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَْرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَ أَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وَجَعَلْنَا الأَْنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ} إذاً هلاك الإنسان بذنوبه، أليس هذا من أدلِّ دليل على أنّ أعمالنا هي الْمقياس لتجود السماء والأرض علينا .
وقال أحد العلماء البالغين قدسه اللّه :
إنّ الْمَصائِبَ مِن أفعالِكِم صدرَتْ ولا يضرُّكُم الْمَرِّيخُ و الزُّحَلُ
قال تعالَى :{ وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }النحل118
وقال تعالَى : { وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم }هود 101
ـ وَمِمّا يؤكد هذا المعنى قول أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السّلام في نَهج البلاغة في خطبة له عليه السلام في الاستسقاء : إِنَّ اللَّهَ يَبْتَلِي عِبَادَهُ عِنْدَ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ بِنَقْصِ الثَّمَرَاتِ ، وَحَبْسِ الْبَرَكَاتِ ، وَإِغْلَاقِ خَزَائِنِ الْخَيْرَاتِ لِيَتُوبَ تَائِبٌ، وَيُقْلِعَ مُقْلِعٌ ، وَيَتَذَكَّرَ مُتَذَكِّرٌ ، وَيَزْدَجِرَ مُزْدَجِرٌ ، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الِاسْتِغْفَارَ سَبَباً لِدُرُورِ الرِّزْقِ وَرَحْمَةِ الْخَلْقِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ:
{ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً } فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً اسْتَقْبَلَ تَوْبَتَهُ، وَاسْتَقَالَ خَطِيئَتَهُ، وَبَادَرَ مَنِيَّتَهُ.
ولذلك قال الرسول (صلّى الله عليه وآله) : ادفعوا أبواب البلايا بالاستغفار
وقَالَ الرسول(صلّى الله عليه وآله): إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَغْفِرُ لِلْمُذْنِبِينَ إِلَّا مَنْ لَا يُرِيدُ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ لَا يُغْفَرَ لَهُ. قَالَ: مَنْ لَا يَسْتَغْفِرُ.
وعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: الِاسْتِغْفَارُ دَوَاءُ الذُّنُوبِ.
وَقَالَ (عليه السلام): الِاسْتِغْفَارُ أَعْظَمُ أَجْراً وَأَسْرَعُ مَثُوبَةً.
وَ قَالَ (عليه السلام) : عَجِبْتُ لِمَنْ يَقْنَطُ وَمَعَهُ الْمَنْجَاةُ وَهُوَ الِاسْتِغْفَارُ.
وَقَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ حِينَ عَصَوْا تَابُوا وَ اسْتَغْفَرُوا لَمْ يُعَذَّبُوا وَ لَمْ يُهْلَكُوا.
وَ قَالَ (عليه السلام): مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ أَصَابَ الْمَغْفِرَةَ.
******************
بعض الأمثلة على أن الله لا يعذب قوماً وفيها نَبِيّ ولا يعذب قوماً يستغفرون:
يذكر القرآن الكريْم أنّ قوم يونس قضى اللّه عليهم العذاب، وذهب يونس عن قومه وصار كما هو معروف في بطن الحوت وما كان من قصّته، فصار العذاب على قوم يونس حتمياً بعد ذهاب النّبِي يونس عنهم ، فلمّا أتت إشارات العذاب عليهم أدركوا أنّهم أخطأوا بعدم إتباعهم للنبِي يونس (عليه السلام) فصاروا يبحثون عنه فلم يجدوه فذهبوا إلى عالِم كان صديقاً ليونس ، فقال العالِم : إذا كان النبي يونس بينكم فإنّ اللّه لن يعذّبكم .
فقالوا: بحثنا عنه فلم نجده. فقال العالِم: لَم يبقى أمامكم إلا أن تذهبوا جَميعكم إلى البرّيّة وتستغفروا اللّه عسى أن يغفر لكم. ففعلوا ما قال العالِمُ لَهُم، فكشف اللّه العذاب عنهم كما ذكره اللّه بقولهِ:{فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيْمانُها إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينِ }( يونس 98)
.......................
ومثال آخر قوم لوط لَمّا فعلوا الفواحش وكفروا بالنبِي لوط وقضى اللّهُ عليهم العذابَ ، ولكن النبِي لوط ساكناً بينهم ، فلم ينزل العذاب على قرية لوط ، فماذا فعل اللّه عزّ وجلّ ؟.
أرسل اللّهُ ملائكته التي نَزَلَت أولاً على إبراهيم وبشرته بغلام حليم وأخبرته بنزول العذاب على قوم لوط، فقال لَهُم إبراهيم (عليه السلام): إنّ في القرية نَبِيُّ اللّهِ لوط (عليه السلام) . فقالت الْملائكة: نحن جئنا لنخرج لوط وأهله المؤمنين من القرية، ثُمَّ نُنَزِّلُ العذاب على قريتهم. فكان ما ذكره اللّه تعالَى بقوله : { قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ }( هود 70)
وفي آية أخرى :{ فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ... إلَى قوله: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } (الشعراء) وكثير من الآيات كما في سورة الذاريات من الآية 24 إلى الآية 37
وفي سورة الصافات من الآية 133 إلى الآية 136 وغيرها ...
.............
وكذلك في قصة نوح أنزل اللّه تعالى العذاب على قوم نوح بعد أن خرج نوح (عليه السلام) والذين آمنوا معه بالسفينة ، فأنزلَ اللّهُ العذابَ على قوم نوح (عليه السلام) بأن أغرقهم بالطوفان، فلذلك لا يهلك اللّه أمّةً وفيها نَبِيٌّ أو مؤمنٌ أو مستغفرٌ .
....................
ومن طرائف ما قرأْتُ : عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ (عليه السلام) أَنِ ائْتِ عَبْدِي دَانِيَالَ فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ عَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ، وَ عَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ، وَعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ، فَإِنْ أَنْتَ عَصَيْتَنِيَ الرَّابِعَةَ لَمْ أَغْفِرْ لَكَ. فَأَتَاهُ دَاوُدُ (عليه السلام) فَقَالَ: يَا دَانِيَالُ إِنَّنِي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ وَهُوَ يَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ عَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ، وَعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ وَعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ، فَإِنْ أَنْتَ عَصَيْتَنِيَ الرَّابِعَةَ لَمْ أَغْفِرْ لَكَ. فَقَالَ لَهُ دَانِيَالُ: قَدْ أَبْلَغْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ . فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ، قَامَ دَانِيَالُ فَنَاجَى رَبَّهُ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّ دَاوُدَ نَبِيَّكَ أَخْبَرَنِي عَنْكَ أَنَّنِي قَدْ عَصَيْتُكَ فَغَفَرْتَ لِي ، وَعَصَيْتُكَ فَغَفَرْتَ لِي، وَعَصَيْتُكَ فَغَفَرْتَ لِي ، وَأَخْبَرَنِي عَنْكَ أَنَّنِي إِنْ عَصَيْتُكَ الرَّابِعَةَ لَمْ تَغْفِرْ لِي ، فَوَ عِزَّتِكَ لَئِنْ لَمْ تَعْصِمْنِي لَأَعْصِيَنَّكَ ثُمَّ لَأَعْصِيَنَّكَ ثُمَّ لَأَعْصِيَنَّكَ ( الكافي ج : 2 ص : 436)
*******************
وقد بَحثتُ عن عدد الْمرات التي ذكر اللّه سبحانه الاستغفار والْمغفرة و رديفاتَها في القرآن فوجدت عددها : 234 مرّة
*************
هل يغفر اللّه جَميع الذنوب ؟؟.
قال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً }( آل عمران 129 ـ النساء 116)
وقال تعالى:{ قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(الزمر 53)
إذاً كلّ الذنوب قابلة للغفران، إلا الإشراك باللّه أو الشّكّ به.
............................
ومِمّا قرأتُ من طرائف الأخبار والآثار :
أنّ اللّهَ غَضبَ على أمَّةٍ فأنزل عليهم العذابَ، وكان فيهم ثلاثةُ رجالٍ صالحين ، فخرجوا وابتهلوا إلى اللّه سبحانه وتعالَى .
قال الأول: اللّهُمّ إنّكَ أمرتنا أن نَعْتقَ أرقَّاءَنا ونحن أرقّاءُك فاعتقنا. ثُمّ جلس
وقال الثانِي: اللّهُمّ إنّك أمرتنا أن نعفوَ عمّن ظلمنا وقد ظلمنا أنفسنا فاعف عنا . ثُمّ جلس
وقال الثالث: اللّهُمّ إنا على ثقةٍ أنّك لَم تَخلق خلقاً أوسعَ من مغفرتك ، فاجعل لنا في سعتها نصيب . ثُمّ جلس
فَرفَعَ اللّهُ عنهم العذاب بدعاء هؤلاء الثلاثة رضوان اللّه عليهم.
وهذا من نتائج حسن الظن بالله .
*****************
ماذا يجب أن نعمل لكي يغفر لنا اللّه سبحانه وتعالَى ؟.
نبدأ بالتوبة ثُمّ بالإيْمان ثُمّ بالعمل الصالِح ثُمّ الْهداية التِي هي اليقين باللّه وبالرسول وبالأئمة من ذريته والتمسك به كما قال اللّه تعالَى:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى}(طه 82)
وفي تفسير هذه الآية : عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى}
قَالَ(عليه السلام): أَ لا تَرَى كَيْفَ اشْتَرَطَ وَلَمْ تَنْفَعْهُ التَّوْبَةُ وَالْإِيْمَانُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ حَتَّى اهْتَدَى ، وَاللَّهِ لَوْ جَهَدَ أَنْ يَعْمَلَ مَا قُبِلَ مِنْهُ حَتَّى يَهْتَدِيَ ، قَالَ قُلْتُ: إِلَى مَنْ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ ؟. قَالَ إِلَيْنَا.
ـ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عليهم السلام) قَالَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ ..الْآيَةَ } قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ أَنَّهُ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَمْ يَهْتَدِ إِلَى وَلَايَتِنَا وَمَوَدَّتِنَا وَلَمْ يَعْرِفْ فَضْلَنَا مَا أَغْنَى عَنْهُ ذَلِكَ شَيْئاً.
ـ وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ (رضي الله عنه) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ} قَالَ: آمَنَ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وآله) ، {وَعَمِلَ صالِحاً} قَالَ: أَدَاءُ الْفَرَائِضِ ، {ثُمَّ اهْتَدى} إِلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله)، وَسَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا يَنْفَعُ أَحَدَكُمُ الثَّلَاثَةُ حَتَّى يَأْتِيَ بِالرَّابِعَةِ.
قَالَ الإمام جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عليه السلام) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ } إِلَى أَنْ قَالَ: وَعَدَاوَتُنَا تُبْطِلُ أَعْمَالَهُمْ .
وهذا التفسير هو نفس ما عناه إمام الشافعية في أبيات له:

يا آلَ بيتِ رسولِ اللهِ حُبّكُمُ فرضٌ مِنَ اللّهِ في القرآنِ أنزلَهُ
كفاكُم مِن عظيمِ الفضلِ أَنّكُمُ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عليكُم لا صلاةَ لَهُ

................................
وعَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ (عليهم السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): يَا عَلِيُّ أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَنْ قَالَ (صلى الله عليه وآله): لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ مَا قَبِلَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُ إِلَّا بِوَلَايَتِكَ وَوَلَايَةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ ، وَإِنَّ وَلَايَتَكَ لَا تُقْبَلُ إِلاَّ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَأَعْدَاءِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ ، بِذَلِكَ أَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ. (وسائل‏الشيعة)(مستدرك‏الوسائل)(بحار الأنوار)(الكافي)

أقول : إنّ التوبة والاستغفار لن تنفع إذا لَم تكن مقرونة بحبّ الله والرسول وآل بيته الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا حيث أن حبَّ آل البيت هو حبّ للرسول وهو حبّ لله وكذلك طاعة آل البيت طاعة للرسول وطاعة لله .
ولذلك قال الرسول (صلّى الله عليه وآله): حُبُّ عليٍّ حسنةٌ لا تضرُّ معها سيئة ، وبغض علي سيئة لا تنفع معها حسنة .
*****************
ماهو الاستغفار عند قدوة أهل الإيْمان الحسين بن حَمدان جَمَّل اللّه به الزمان ؟.
يبيِّنُ السيد أبِي عبد الله نضّر اللّه وجهه درجات الاستغفار فهي تبدأ بالبراءة من أعداء اللّه وأعداء آل بيت رسول اللّه.
يقول الحسين بن حَمدان حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الْخَدَّاع قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى الْمَولَى الْحَسَنِ – مِنْهُ السَّلامُ - وَقَد دَهَمَنِي أَمْرٌ أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ بِالْفَرَجِ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الضِّـيْقِ .
فَخَرَجَ الْجَوَابُ: الْفَرَجُ سَرِيْعٌ ، وَسَيقْدُمُ لَكَ مَالٌ مِنْ نَاحِيَةِ فَارِسَ ، وَكانَ لِي بِفَارِسَ ابْنُ عَمٍّ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ غَيرِي فَجَاءَنِي مَالُهُ بَعْدَ أيَّامٍ يَسِيْـرَةٍ ، وَجَدْتُهَا تَكُونُ مُـدَّةَ الْمَسَافَةِ ، وَقَد كانَ وقَّعَ فِي الرُّقْعَةِ معَ مَا كَـتَبَ بِـهِ :
اسْـتَغْفِـرِ اللَّـهَ وَتُبْ مِمَّا تَكَلَّمْتَ بِـهِ. وكُنْتُ قَبلَ ذَلِكَ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ النَّوَاصِبِ، يَذكُرُونَ مَولايَ مِنْهُ الرَّحْمَةُ وَيُنْكِرُونَ آلَ أَبِي طالِبٍ ، فَخُضْتُ مَعَهُمْ فِي تَضْعِيفِ أَمْرِهِمْ ، فَتَرَكْتُ الْجُلُوسَ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَهُمْ ، فَكانَ الاسْتِغْفَارُ الَّذِي أَمَرَنِي بِـهِ مِنْ ذَلِكَ .(فقه الرسالة)
المفهوم من هذا الخبر: هو ترك مجالسة من يخوضون بآيات الله أو من يخوض بسيرة الأنبياء والأئمة عليهم السلام. كما قال الله تعالى: { وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(الأنعام 68)
والواضح من هذه الآية المحكمة أن الخوض هنا بمعنى الاستهزاء بكلام الله عزّ وجل وبكلام الرسول وآلِ بيته. وإذا أصروا على الخوض فأعرض عنهم حتى يخوضوا بحديث غيره ، وإذا استمروا بالخوض فلا تقعد معهم، كما في رواية الحسين بن حمدان الخصيبي عن مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الْخَدَّاع حيث ترك الجلوسَ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَهُمْ.
أي ترك القعود و هجر القوم الذين يضعفون ذكر آل أبي طالبٍ .
ومثله قوله تعالى:{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَ الْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }(النساء 140)
******************
درجات الاستغفار
درجات الاستغفار حسب درجة السالكين كما في درجة الشيخ حسن سلطانة قدّسه اللّه في قصيدته الاستغفارية:

أستغفر الله من إثمي ومن زللي ومن وجودي ومن علمي ومن عملي
أستغفر الله جلَّ الله خالقنا عـن الشــبـيـهِ وعـن ضـِدٍ وعن مـَثـَلِ
أستغفر الله لا أحصي عليه ثنـاً سبحانه إذ هو المثني من الأزلِ
أستغفر الله من قولي أنا ومعي و بي و عني و من حولي ومن حِيَلي
أستغفر الله من كلّي بأجمعه و من تحول حالي حالة الكسل
أستغفر الله من شعـري ومن شعـري ومن شهـودي لفكري مـبـعـد الأمــل
أستغفر الله مما لست أعلمه من الخطايا ومن عمري ومن زللي
أستغفر الله من عمر يضيع سدىً في غير نفعٍ غدا في الموقف الخجل
أستغفر الله مما يحاك في خَلَدي مما يخالف سيَرَ السادة الأوَلِ
أستغفر الله من عيني إذا نظرت شيئاً ولم تعتبر قي سرعة الأزل
أستغفر الله من أذني إذا سمعت صوتاً ولم تفهم معنى لمنتحل
أستغفر الله من نطقي إذا برزت في غير ذكرٍ كذا في اللغو والجَدَلِ
إلى آخر القصيدة .....
فعندما يقول أستغفر اللّه من علمي ومن عملي إذا لم يكن خالصاً للّه سبحانه وتعالى.

يا ربّ العالِمين يا نور السماوات والأرضين ، يا غفور يا رحيم ، أسألك أن تغفر لنا الذنوبَ التي تغيّر النِّعَم ، والذنوبَ التي تنزل النِّقَم ، والذنوبَ التي تَهتك العِصَم ، يا سابغَ النِّعم ، يا دافع النقم يا نور المستوحشين في الظُّلم.
إلَهي أسألك أن تغفر لنا الذنوب التي توجب البلاء ، والذنوب التي تورث الشقاء ، والذنوبَ التي تقطع الرّجاء ، والذنوبَ التي تحبس الدّعاء ، والذنوبَ التي تمنع كشفَ الغِطاء.
يا من اسْمُهُ دواء ، و ذِكْرُهُ شِفاء ، و طاعتهُ غِنَىً ، ارحم من رأسُ مالِهِ الرّجاء ، و سلاحُهُ البُكاء ، يا رب إليك نصبت وجهي ، وإليك مددت يدي ، فبعزتك استجب لِي دعائي وبَلِّغْنِي مُنَاي ، ولا تقطع من فضلك رَجائي ، واكْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ والإنسِ مِن أعدائي ، يا سريعَ الرِّضا اغفر لِمَن لا يَملك إلا الدُّعاء ، إنك فعَّالٌ لِمَا تشاء ، يا إله الأرض والسماء ، صلّي على محمد خير الأنبياء والأئمة الأصفياء وسلّم تسليما .
الأربعاء 5/ 1 / 2006

الْمُرتَهن بذنبه الْمستغفر لربّه: سَميع حسن
[/b][left]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sanjar
مشرف عام
مشرف عام
sanjar


ذكر
عدد الرسائل : 312
العمر : 54
المزاج : جيد
مزاجي : الاستغفار وعطاء السماء والأرض Masdoo10
سمعة العضو : 9
نقاط : 102984
تاريخ التسجيل : 23/04/2010

الاستغفار وعطاء السماء والأرض Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستغفار وعطاء السماء والأرض   الاستغفار وعطاء السماء والأرض I_icon_minitime2010-05-04, 05:38

يسلمو عمي سميع على مساهمتك الإسلامية و قد تذكرت أبياتا من الشعر للشيخ عبد اللطيف إبراهيم رحمه الله :
حب النبي و آلـــه يكفيني حسبي به ذخرا ليوم الديني
ما زادني إلا هدى بولايتي و تمسكا بعقيدتي و يقيني
يا رب خذ بيدي لما ترضى به و اجعل طريق الحق نصب عيوني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شاكرابوزيد
مشرف عام
مشرف عام
شاكرابوزيد


ذكر
عدد الرسائل : 1225
العمر : 64
مزاجي : الاستغفار وعطاء السماء والأرض S3eed10
سمعة العضو : 84
نقاط : 114449
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

الاستغفار وعطاء السماء والأرض Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستغفار وعطاء السماء والأرض   الاستغفار وعطاء السماء والأرض I_icon_minitime2010-05-04, 23:15

بارك الله بك وجعله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الناعمة
مشرف عام
مشرف عام
الناعمة


انثى
عدد الرسائل : 2543
العمر : 36
مزاجي : الاستغفار وعطاء السماء والأرض 7_jool10
سمعة العضو : 397
نقاط : 118328
تاريخ التسجيل : 05/06/2008

الاستغفار وعطاء السماء والأرض Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستغفار وعطاء السماء والأرض   الاستغفار وعطاء السماء والأرض I_icon_minitime2010-05-05, 23:16

يعطيك الف عافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سميع حسن
عضو صفتلي جديد
عضو صفتلي جديد



ذكر
عدد الرسائل : 8
العمر : 59
مزاجي : الاستغفار وعطاء السماء والأرض Morta710
سمعة العضو : 0
نقاط : 102474
تاريخ التسجيل : 29/04/2010

الاستغفار وعطاء السماء والأرض Empty
مُساهمةموضوع: رد وشكر   الاستغفار وعطاء السماء والأرض I_icon_minitime2010-05-06, 01:00

حب النبي و آلـــه يكفيني حسبي به ذخرا ليوم الديني
ما زادني إلا هدى بولايتي و تمسكا بعقيدتي و يقيني
يا رب خذ بيدي لما ترضى به و اجعل طريق الحق نصب عيوني


قدس الله روح هذا العالم الجليل ، الذي عرف التنزيل والتأويل، ومنح بتعليمه الـتأميل، وجعلنا الله وإياك على نهجه وطريقته بحق محمد وآل محمد.
وقد ذكرتني بأبيات للشاعر الشيخ محمد حمدان الخير:
أتحســـــــب يا دهــــــــر آســــــــــــــــــــى على فقــد الطعام أو الشـــــــــراب
كفانـي من نعيــــــــم العيــــش أنــــــــــي أوالي المصــــطـــفى وأبا تــــــراب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاستغفار وعطاء السماء والأرض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قرية الصومعة :: المنتدى العام :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: