اصل الشعب الروسي

- نبذة تاريخية للمنطقة

خلال العصر قبل المسيحي الأقليم الواسع الذي أصبح روسيا كان مسكوناً بشكل متناثر من قبل شعوب قبليّة العديد منها وصفت من قبل الكتاب اليونانيين والرومان القدماء. هذه منطقة الغابات الشاسعة الغير معروفة سكنت من قبل قبائل عرفت لاحقاً مجتمعةً بالسلاف slavs.
إن أمتداد السهول المفتوحة سهل الهجرة لشعوب الاطراف في فترة الهجرات 300-900، أثناء تلك الهجرات حصلت نزاعات وغزوات متعاقبة أدت إلى تأسيس المستوطنات التي استوعبت الشعوب المختلفة اللغات. وفي أوائل قرون العصر المسيحي، أزاح القوط الجرمانيون Germanic Goths الشعوب الآسيوية لسيثيا Scythia وأسّسوا مملكة القوط الشرقية Ostrogothic على البحر الأسود. وفي القرن الرابع غزا الهون Huns من آسيا واحتلوا مملكة القوط الشرقية. ضمّ الهون Huns إليهم الإقليم الذي يشكّل أوكرانيا الحالية ومعظم مولدوفيا الحالية حتى هزيمتهم في أوربا الغربية في منتصف القرن الخامس. جاء بعد ذلك المغول التتار، ثم تبعهم مجريوا آسيا البدو - من وسط نهر الفولغا- ، وبعد ذلك الترك الخَزر Khazars Turkic- من منطقة القوقاز-، الذين بقوا حتى حوالي منتصف القرن العاشر .

2- توزيع القبائل سلافية

في هذه الأثناء، وبعد فترة الغزوات المتعاقبة ، بدأت القبائل السلافية سلسلة من الهجرات في المنطقة الشمالية الشرقية من منطقة جبال كارباثية Carpathian. من هذه الهجرات توزع السلاف على عدة مناطق حيث القبائل في المنطقة الغربية كونوا : المورافيون Moravians ، والبولنديون، والتشيكيون، والسلوفاكيون؛ والقبائل الجنوبية مثل الصرب، والكرواتيون، والسلوفينيون؛ أما القبائل الشرقية فهم الذين كونوا الروس، والاوكرانيون، والبيلاروس.

السلاف الشرقيون اصبحوا تجاراً مشهورين. حيث نظام الأنهار والممرات المائية التي تمتد عبر المنطقة من تلال فولدي Valday سهلت تأسيس المحطات التجارية للسلاف التي هي بشكل خاص مدن كييف Kyiv ، التي هي في يومنا الحاضر عاصمة أوكرانيا، ونوفغورود Novgorod التي تقع مباشرة شمال كييف Kyiv. عبر هذه الممرات المائية تنقل السلاف جيداً بين بحر البلطيق والبحر الأسود.

* بداية تأسيس الدولة الروسية

1-بيت ريورِك Ryurik

في القرن التاسع الميلادي غزا الفايكينج الاسكندنافيين عدد من المناطق في شمال أوروبا من روسيا شرقاً حتى إيرلندة غرباً واستقروا فيها. الاسكندنافيين الشرقيين اطلق عليهم الفَرانجيون Varangians او الروس Rus ، التي جائت منها تسمية روسيا Russia او Russiya التي تعني أرض الروس "land of the Rus". ( ناقش العلماء اصل الكلمة روس Rus ، التي من الممكن ان تكون اشتقت من روتسي ruotsi، الكلمة النهائية للسويديون، أو من كلمة Rukhs-As ، التي هي اسم قبيلة في شمال روسيا).
الأمراء الاسكندنافيون من بيت ريورِك Ryurik نظموا السلاف الشرقيون إلى دولة واحدة. طبقاً إلى التقليد المسجل في السجل الابتدائي Primary Chronicle . السلاف الشرقيون الرئيسيون تسببوا بشكل كبير في تحديد الكثير من تاريخ روسيا المبكر حيث كان النزاع الداخلي والضغائن بين السلاف الشرقيون حول مدينة نوفغورود عاصفاً جداً بحيث اضطر الناس طوعاً لأختيار قائداً اسكندنافياً – ريورِك – لكي يحكم بينهم وذلك في سنة 862 م .


2-فلاديمير العظيم : التحول إلى الأرثذوكسية
في سنة 882 اتحدت ميدينتا كييف ونوفغورود في دولة روسيا الكييفية Kievan Rus تحت حكم قائد واحد من بيت ريورِك. السلاف الشرقيون كانوا وثنيين حيث عبدوا قوى طبيعة الأرض. وفي بداية القرن العاشر - على أي حال - دولة روسيا الكييفية كانت قد اسست علاقة تجارية وثقافية متينة مع الأمبراطورية البيزنطية - مركز المسيحية الأرثوذوكسية- . في سنة 980م فلاديمير الأول Vladimir I ( تلفظ في أوكرانيا فولوديمير Volodimyr ) اصبح القائد، وبعد ثمان سنوات تحول إلى مسيحي أرثذوكسي وجعل الأرثذوكسية الدين الرسمي لروسيا الكييفية. الكنيسة السلافية كانت تملك حكم ذاتي معتبر، وفضائلها أنها حافظت على لغة طقوسية سلافية - المعروفة بالكنيسة القديمة السلافية - بدلاً من اللغة اليونانية المستعملة في الأمبراطورية البيزنطية . أما في أمور المذهب فقد أطاعت الكنيسة السلافية قرارات بطريارك القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية.
إن الأديرة والكنائس بنيتا على الطراز البيزنطي، وأصبحت الثقافة البيزنطية ذات التأثير السائد في العديد من المجالات مثل الفنّ، والهندسة المعمارية، والموسيقى. إن إختيار فلاديمير الأول للمسيحية الأرثذوكسية، بدلا من الكنيسة اللاتينية (الكاثوليكية الرومانية) أو إلاسلام، كان له تأثير مهم على مستقبل روسيا. حيث إن الأرثذوكسية لعبت دور حاسم في تشكيل القيم والهوية المنفصلة للسلاف الشرقيين ولكنهم كمسيحيين، عادوا بشكل صريح إلى أوروبا بدلا من إحدى الحضارات الإقليمية العظيمة الأخرى في العالم.
كان السلاف أقوياء كأرثذوكسيون خصوصاً بعد صقوط الأمبراطورية البيزنطية 1453م ، ولكنهم كانوا كعضوا منفصل عن مجتمع أوروبا المسيحي.

3- ياروسلاف الحكيم
حققت روسيا الكييفية قوّتها الكبرى وعظمتها تحت حكم ياروسلاف Yaroslav الحكيم في القرن الحادي عشر. جعل ياروسلاف كييف Kyiv مدينة عظيمة وبنى بنايات رائعة، بضمن ذلك الكاثدرائية البارزة للقدّيسة صوفيا (معروفة كذلك بهاجيا Hagia صوفيا مدينة كييف Kyiv). عمل ياروسلاف كثيراً لتطوير التعليم والثقافة الروسية. وجمع أيضاً رمز القانون الروسي الأول المدعو (عدالة روسية) "Russkaya Pravda" .

[img]]

شكرا الك ضياء بالفعل معلومات قيمه وتستحق العناية
لان من النادر وخصوصا عنا مع المناهج الدراسيه المتواضعة تاريخيا او حتى ما نكون كتير بعيدين عن الواقعالمناهج المتخصصه بتاريخنا فقط
تصادف هيك معلومات بدون جهد
شكرا الك