التفسير و التأويل

التفسير و التأويل
أخي الكريم لقد كثرت التفسيرات و التأويلات المضللة وذلك بسبب غياب المرجعية, حيث أصبح الكثير من الناس يفسرون القرآن حسبما يحلو لهم سواء أكانوا علماء أو لا علم لهم
أخي العزيز إن للقرآن تفسير وتأويل ضمن ضوابط اللغة العربية وقواعدها .
التفسير : هو التوضيح لأن القرآن نزل باللغة العربية وبلغة قريش ولهجتها وقد قال الله تعالى
{
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2
فالتفسير هو توضيح هذه المعاني بما يقابلها من ألفاظ و تسميات أينما كانت هذه التسميات و الألفاظ
ويجب على المفسر أن يكون ملماً بأسباب النزول ومعاني الكلام لغوياً وعلامات الوقوف لأنه ربما يكون في الآية الواحدة عدة مواضيع
التأويل قال الله تعالى


{
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7
والراسخون في العلم هم أهل البيت حصراً وتحديداً وقد جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير هذه الآية المباركة : ( نحن الراسخون في العلم أهل البيت) وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال : (نحن تاراسخون في العلم فنحن نعلم تأويله
راجع بحار الأنوار ج 92 ص 41 و تفسير الصافي ج1 ص 318 الكافي ج1 ص 166
والتأويل هو أن نقول أن لهذه الآية معنيان وهما
أ)- المعنى اللغوي الواضح في متن الآية
ب)- والمعنى الآخر الذي يقال بأن الله يقصد في حقيقة أمر و باطن هذه الآية كذا وكذا
فإن هذا التأويل لا يعلمه إلا الله و الراسخون في العلم وهم أئمة آل البيت حصراً وتحديداً فقط. وكل نأويل لا يكون مأخوذاً عن الأئمة المعصومين يضرب به عرض الحائط
أخي الكريم إن الآية التي تكون قابلة للتأويل نحن أولى بأن نلتزم بتطبيق معناها الواضح من خلال هذه الآية , إضافةً إلى إيماننا بمضمون تأويلها إذا كان هذا التأويل مسنداً عن الأئمة المعصومين عليهم السلام
والقرآن أنزل واضحاً لا لبس فيه ولاغموض ولا هو ألغاز وحزازير لكي يختلف في حل هذه الألغاز وهذه الحزازير وقد قال عزّ من قائل


{
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }القمر17
سورة القمر الآيات 17 - 22 - 32- 40 مكررة أربع مرات
والله أعدل وأرحم من أن يجعل أوامره ونواهيه ألغازاً محيرة للناس.
مثال (1) : أريد أن أسألك يا أخي لو كنت معلماً وقلت لطلابك بأنك ستختبرهم في اليوم التالي بمادة اللغة العربية,وفي اليوم التالي تقول لهم إنني لا أقصد بكلامي مادة اللغة العربية فعلاً بل كنت أقصد من كلامي هذا مادة التاريخ ..هل يجوز ذلك؟
بالطبع إن الله أعدل منك فلا يأمرنا بشيء ومن ثم يحاسبنا على شيء آخر.
مثال(2): إني أسألك يا أخي لو أنك أرسلت ولدك إلى السوق وقلت له : اذهب وآتني ب 5 كيلو من القمح , فلو تأول ولدك من عنده كمانتأول نحن الآن وأتام ب 5 كيلو من الخبز , فهل يكون ولدك هذا نجيباً أم غبيّاً ؟
مثال (3) : إذا كنت مدير مدرسة و قد اضطرتك الظروف الآنية بأن ترسل آذن مدرستك ليأتي لك بمحبر تملأ منها قلمك (الستيلو ) بالحبر فهل تأمر الآذن بأن يأتيك بالطباشير ثم تسأله عندما يرجع عن المحبرة؟ ... نكتفي بهذا القدر من الأمثلة.
أخي الكريم : إن القرآن نزل واضحاً لا غموض فيه وليس بحاجة إلى تأويل من عندنا , وكل تأويل من عندنا أو من عند أي شيخ كان مهما بلغ من الفهم والفقه والعلم ومهما علت منزلته وتعددت ألقابه ربما يكون تأويله فيه 0,000001 واحد بالمليون خطأ فيكون هذا التأويل فيه واحد بالمليون شك والشك هو الريبة وقد قال الله في محكم كتابه : (ذلك الكتاب لا ريب فيه ) والله أصدق الصادقين أي أن القرآن بشهادة الله عزّ وجلّ لا ريب فيه , والتأويل إن لم يكن مأخوذاً عن الأئمة المعصومين عليهم السلام وبسند صحيح موثوق مئة بالمئة لا يخلو أن يكون فيه ولو واحد بالمليار خطأ فيكون ذلك التأويل فيه شك وريبة والله سبحانه وتعالى يقول لاريب فيه
فالأولى العمل بظاهر القرآن وظاهر الآيات والإيمان بالنتشابهة كما في محكم القرآن أوصانا الله بذلك
والسلام على من اتبع الهدى وكل الشكر للشيخ فضل خاسكيه


www.estebsar.net

شكرا عاشق الحق
فعلا موضوع ممتاز
ومفيد
جعله الله في ميزان حسناتك