الغلو و البغض وجهان لعملة واحدة
قال الإمام علي عليه السلام :
(هلك فيَّ رجلان محبٌّ غالٍ و مبغضٌ قالٍ)
نهج البلاغة ج4
القالي : المبغض الشديد البغض .
وهم كثر و أشهرهم آل أمية الذين فرضوا لعن أمير المؤمنين (ع) على المنابر في خطب الجمعة في أنحاء بلاد الإسلام إضافة إلى تكذيبهم على أهل الشام بأن بني هاشم من الخوارج حتى يقتلوا الإمام الحسين سلام الله عليه.
أما في العصر الحاضر فتتمثل شدّة البغض لآل محمد في العقائد الوهّابية بدليل أنّ شيخ هذه الفرقة ابن تيمية أفرد باب خاص بمطاعن الإمام علي (ع) وفاطمة الزهراء (ع) في كتابه منهج السنّة .
الغالي: المتجاوز الحد في حبه بدعوى حلول اللاهوت فيه أو نحو ذلك .
كما فعل عبد الله بن سبأ اليهودي حيث غلى في أمير المؤمنين (ع) ليس لشدّة حبه له وإنما للإفساد في دين الإسلام , فنفاه أمير المؤمنين(ع) إلى المدائن .
وأمثال اليهود الذين دخلوا في الإسلام لتحريفه كثر أمثال كعب الأحبار ووهب بن منبه والقس تميم الداري و هم أصحاب الروايات الإسرائيلية الكاذبة في الإسلام .
(يا أيّها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردّوكم بعد إيمانكم كافرين ) صدق الله العلي العظيم
سورة آل عمران آية (100)
و الغلاة هم أخس الفرق المنسوبة إلى التشيع ،ولا مجال لشرح أحوالهم وعقائدهم ، وإنما أشرت إليهم وذكرتهم لأقول : أنّ أئمة أهل بيت رسول الله عليهم السلام يبرؤون من هذه الطوائف والفرق والمذاهب الباطلة ويحكمون عليهم بالكفر والنجاسة ، ووجوب الاجتناب عنهم .
هذا حكم أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين نقتدي بهم ، وهذه بعض الروايات المعتبرة عن أئمة أهل بيت النبوة عليهم السلام في حق أولئك الزنادقة الملحدين :
من كتاب بحار الأنوار
1ـ روي في ج 25 ص 273، حديث 19 : عن أبي هاشم الجعفري قال سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن الغلاة و المفوضة فقال: ( الغلاة كفار و المفوضة مشركون من جالسهم أو خالطهم أو واكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم أو تزوج إليهم أو أمنهم أو ائتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عز و جل و ولاية الرسول (ص) و ولايتنا أهل البيت ).
2ـ وفي ج 25 ص 283، حديث 33 : عن الإمام جعفر الصادق (ع) : (الغلاة شر خلق الله يصغرون عظمة الله و يدعون الربوبية لعباد الله و الله إن الغلاة لشر من اليهود و النصارى و المجوس و الذين أشركوا ).
3ـ وفي ج 25 ص 286، حديث 40 : عن أبان بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : ( لعن الله عبد الله بن سبأ إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين و كان و الله أمير المؤمنين (ع) عبدا لله طائعا الويل لمن كذب علينا و إن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم نبرأ إلى الله منهم) .
4ـ وفي ج 25 ص 286، حديث 41 : عن الثمالي قال : قال علي بن الحسين (ع) : ( لعن الله من كذب علينا إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي لقد ادعى أمرا عظيما ما له لعنه الله كان علي ( ع) و الله عبدا لله صالحا أخو رسول الله (ص) ما نال الكرامة من الله إلا بطاعته لله و لرسوله و ما نال رسول الله (ص) الكرامة من الله إلا بطاعته لله عز وجل ) .
5ـ وفي ج 25 ص 296، حديث 55 : عن المفضل بن يزيد قال : قال أبو عبد الله (ع) ـ و ذكر أصحاب أبي الخطاب و الغلاة ـ فقال لي : ( يا مفضل لا تقاعدوهم و لا تؤاكلوهم و لا تشاربوهم و لا تصافحوهم و لا توارثوهم) .
6ـ في ج 25 ص 297، حديث 59 : عن الصادق (ع) : ( لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا و لعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا و إليه مآبنا و معادنا و بيده نواصينا ).
7ـ وفي ج 25 ص 303، حديث 69 : عن صالح بن سهل قال كنت أقول في أبي عبد الله (ع) بالربوبية فدخلت فلما نظر إلي قال : ( يا صالح إنا و الله عبيد مخلوقون لنا رب نعبده و إن لم نعبده عذبنا ) .
هذا أئمة الشيعة في ابن سبأ وأبي الخطاب والمفوضة والغلاة، ومع هذا كله، فإن كثير من الكتاب ينسبون الشيعة إلى ابن سبأ الملعون !
فهل يوجد كتاب واحد من كتب الشيعة الإمامية الجعفرية ـ المنسوبين للإمام جعفر الصادق (ع) ـ كلمة واحدة في مدح ابن سبأ ؟!
ومع الأسف نرى كثيرا من أصحاب القلم لم يفرقوا بين الشيعة الإمامية الجعفرية وبين فرق الغلاة المنتسبة للشيعة ,لقد نسبت أشعار الغلاة إلى الشيعة الموحدين المؤمنين، فخلطت الحابل بالنابل .
وقد كان هذا هو الهدف المنشود لليهود الذين أسّسوا الفرق الغالية وهو تشويه مذهب آل بيت النبوة وبالتالي تشويه صورة العترة الطاهرة والقضاء على المنهج القويم للإسلام
www.estebsar.net