قانون مؤجل
كانت جارتنا خديجة تشتري الخضرة من بقال حيّنا كلّ يوم. ولما تحسنت أحواله، ارتفعت أسعاره. فقصدت بقّال الحيّ المجاور، لكنّ أسعاره ما لبثت أن ضربت أرقاماً قياسية هي الأخرى، فسارعت جارتنا إلى الأحياء الأخرى. أخيراً... توحّدت الأسعار في جميع الأحياء، ولكن الموت حال دون أن تهنأ جارتنا خديجة بالقانون الجديد.
عهد شجرة
كانت في حارتنا شجرة تحمل ثماراً شهية، عندما شاخت رميناها بالحجارة، فلم تنبت في حارتنا منذ ذلك اليوم، أشجار لها ثمار شهية.
لماذا يسير النمل بخط ّمستقيم؟!
ذات يوم اشتدَّ الصراع بين الفيّلة، ونسيت النملة تلك النصيحة الثمينة، وسارعت كي تتفرّج عليهم، فماتت سحقاً بين الأقدام. وقد كان هذا الموقف، درساً للنمل، حتّى يومنا هذا.
غريب الأطوار
كان في حارتهم رجل توسّموا فيه الحنكة والحكمة، فنصّبوه حاكماً عليهم، لكنّه أصبح بعد أنْ بايعوه رجلاً غريب الأطوار، إذْ كان يؤنّبهم تارة، ينهرهم أخرى، وعندما كان يضحك، يضحكون جميعاً، داعين له بطول العمر والعافية، فإذا ما صرخ، تسلّقهم الخوف، ولاذوا بمهاجعهم منكسرين وخائبين، يرجون الله الواحد القدير أنْ يهدي الله حاكمهم ويصلحه، كلّما بلغهم نبأ إعدام أحدهم.
تبّاً للمتربّصين
تناهى إلى سمع زعيم الغابة أنَّ جماعة متربّصة تحاول النيل منه ومن حكمه، فدعا مجلسه الموقّر إلى اجتماعٍ عاجل. سأل زعيم الغابة أحد وزرائه المخلصين: ـ قل لي يا وزير... ما الشيء الذي يطربك ويجعلك نشوان فرحاً.؟ أجاب الوزير: منظر الفريسة وهي تتألّم وتستجدي الرحمة. ثمّ وجّه السؤال ذاته لوزير آخر، فأجاب: أنْ تتوسّل تلك الفريسة إليّ، لأعفو عنها، فيقوم الجلاد بوضعها على الخازوق، دون أن يكلّف نفسه عناء سؤالي. وسأل وزيراً ثالثاً، فأجاب: أنْ تكشف لي تلك الفريسة عن أسماء جميع المتآمرين على أمنك وأمن الغابة، فأقطعها إلى قطع صغيرة، وأرميها في الصحراء طعاماً للذئاب. انبسطت أسارير الزعيم، وتمتم في سره: إذاً مازال أمني مستتبّاً، فتبّاً للمتربّصين.
الوصية
جدّي أوصى أبي قبل وفاته ببندقيته، وأبي أوصى بها لي، وأنا أوصيت بها لابني، لكنّ الذئاب أجهزت على آخر خروف في قطيعنا، دون أن يستعمل أحد منّا تلك البندقية.
للكاتب السوري عمران عز الدين أحمد