حادث سير في طرطوس

مقتل 24 طالبا وجرح 35 آخرين في حادث سير بطرطوس خلال رحلة ترفيهية


"سبب الحادث السرعة وعدم معرفة تضاريس الطريق"

سقطت حافلة كبيرة تقل طلاب مدرسة ثانوية في منحدر جبلي بمحافظة طرطوس وتحطمت فوق منزل ما أدى إلى مقتل 24 طالباً وإصابة 35 بجروح بينهم ستة بحالة خطرة.



"العشرات من طلاب المرحلة الثانوية في مدرسة تقانة الحاسوب في إدلب كانوا في رحلة سياحية إلى طرطوس عندما تدهورت حافلتهم ظهر يوم الجمعة في المنعطف والمنحدر على الطريق من منطقة الشيخ بدر باتجاه ناحية السودا, ما أدى لسقوطها بالهاوية على عمق 20 مترا, فتحطمت فوق أحد المنازل قرب قرية بحنين.

وهرع للمكان المئات من المواطنين وشرطة طرطوس والإسعاف السريع وفوج الإطفاء والدفاع المدني وعملوا لأكثر من ساعة على انتشال الضحايا من الركام بالوسائل المتاحة ونقلهم لمشافي محافظة طرطوس.

وعلمت سيريانيوز من المشافي أن ستة من بين الجرحى الـ35 حالتهم خطرة نتيجة إصابات دماغية وصدرية شديدة وبعضهم بحالة الموت السريري.

وقال خبير الوقاية من الحوادث محمد الكسم لـسيريانيوز إن "أسباب التدهور هي سرعة سائق الحافلة الذي لا يعرف تضاريس الطريق الضيق والمنحدر, وعدم التزامه بوضع الغيارات المتدنية, ويحتمل وجود عطل فني حيث أفاد الأهالي بان السائق كان يضيء المصابيح ويطلق الزمور قبل التدهور".

وفور شيوع خبر التدهور توافد المئات من أهالي الطلاب إلى مشافي طرطوس لمعرفة مصير أبنائهم, واستلام جثث الموتى لدفنهم, وغصت المشافي بالجرحى وأهلهم وسط حضور رسمي وشعبي حاشد.

اللهم لا نسألك رد القضاء و انما نسألك اللطف فيه

الله يرحم الجميع و يشفي الاخرين

و انشالله سائقينا بيتثقفو شوي و بيتعلمو القيادة الحضارية

الله يرحم الجميع و تكون اخر المصائب

إدلب تشيع طلابها الــ 22 ومديرهم الاخبار المحلية


تابع قصة نجاة طالبين بعد ان فاتهم الباص في الاستراحة

شيعت محافظة إدلب صباح يوم أمس السبت ضحايا تدهور الحافلة السياحية التي كانت تقل طلاب ثانوية تقانة الحاسوب في إدلب ،البالغ عددهم 22 طالباً، و الذين قضوا و مدير ثانويتهم في الحادث ،كما شيعت قرية بحنين التي وقعت فيها الحادثة الشاب الذي توفي في نفس الحادث.



وخرج عشرات الآلاف من المواطنين في كل من إدلب ، و معرتمصرين، وأريحا ، وجسر الشغور، ودركوش ، والمسطومة، و سرمين ، وطعوم ، والفوعة في جنازات جماعية صباح السبت.

وخيمت أجواء الحزن الشديد على مناطق المحافظة التي فقدت 23 من أبنائها ، في حادث سير مأساوي ، كان نصيب مدينة معرة مصرين فَقدُ ثماني منهم .



حيث جرى تأبين للضحايا وبينهم شقيقان قدم فيه وزير التعليم العالي غياث بركات ومحافظ إدلب عاطف النداف مواساة الرئيس بشار الأسد لعائلات الضحايا .

وقال المحافظ النداف " أقدم باسم الرئيس بشار الأسد أحر التعازي بوفاة الطلاب " وأضاف أن الرئيس الأسد اهتم شخصياً بذلك وكلفه تقديم التعازي للأهالي في المحافظة.


وتولت المحافظة إرسال أكاليل من الزهور باسم رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد إلى ذوي الضحايا الــ23 .


وألقى " مصطفى بيطار " وهو أحد معلمي المدينة كلمة الأهالي وقال " أشكر الرئيس بشار الأسد نيابة عن أهل مدينتي على مواساته ولفتته الكريمة ، التي كان لها الأثر العميق في التخفيف من ألمنا "


وقام كل من وزير التعليم العالي والمحافظ بتقديم التعازي في بقية المناطق.



في معرة مصرين

وقال محمد وائل قاضي الذي فقد ابنه عمار " كانت صدمتنا كبيرة والأمر كان أشبه بمجزرة أو مقبرة جماعية، أشعر بمرارة كبيرة لفقيد فلذة كبدي لكننا نسلم بإرادة الله ـ اتصل بي شخص من قرية بحنين، وقال لي وجدت هذا الهاتف على الأرض، بعد وقوع حادث لرحلة مدرسية فذهبنا فوراً إلى طرطوس"


وقال نصري حيدر الذي فقد اثنين من أبنائه محمد و أحمد وابن شقيقه رامي " لا شيء يعبر عن الألم بفقد شابين ، أمهما انهارت ولا تزال تحت تأثير الصدمة مصيبتنا كبيرة ، والكلام أعجز من التعبير عن مشاعري " .


أما شقيقه يوسف الذي فقد ابنه رامي فقد انتقد ما اعتبره يوم الحادث عدم اهتمام من مديرية صحة إدلب التي أرسلت بناء على طلب مدير الصحة كل سيارات الإسعاف إلى الحدود التركية لنقل المصابين من وفد رسمي تعرض لحادث سير في تركيا قبل يوم .


وقال " محافظة اللاذقية أرسلت أطباءها إلى طرطوس للمساعدة بينما لم تفعل مديرية صحة إدلب هذا الشيء، و كانت سيارات الإسعاف كلها تنتظر على الحدود مصابين برضوض، وجروح وكسور تم علاجها في تركيا " . في إشارة إلى ما تم يوم أمس الأول في باب الهوا حيث توجهت سيارات الإسعاف إلى هناك لنقل أعضاء وفد رسمي تعرض لحادث في تركيا .



لكن مصدراً في محافظة إدلب طلب عدم ذكر اسمه رفض هذا الكلام، واعتبر أن مديرية صحة إدلب قامت بواجبها على أكمل وجه وتم إرسال سيارات الإسعاف لإيصال المصابين من وفد غرف الزراعة والمديريات من الحدود التركية إلى محافظاتهم ، قبل معرفة مديرية الصحة بتعرض الطلاب للحادث .




الاهمال ينقذ شابين

وقال فادي قاضي فجر يوم الرحلة استيقظت شقيقتي ، وطلبت من ابنها ألا يشارك في الرحلة لأنها رأت في منامها حلماً مزعجاً وأنه أصيب بمكروه ، وفرضت عليه البقاء في البيت رغماً عن إرادته ، كان يريد أن يذهب مع ابن عمي عمار رحمه الله .

هواجس الأم منعت الابن من السفر وربما أنقذته من الموت ، لكن ما يمكن تسميته " إهمال " من قبل القيمين على الرحلة أنقذ أيضاً اثنين من الطلاب .



وقال " محمود القاسم " وهو أحد طالبين تم " نسيانهما " في استراحة على الطريق "لقد ذهبت أنا ، و سراج شيخ إبراهيم لشراء فطائر، وعندما عدنا كان الباص قد سار ، وليس معنا هواتف جوالة أو حتى أرقام ، لكننا سمعنا المدير يقول أنه سيأخذنا إلى الشاطئ الأزرق في حال كان الجو هادئاً لكي نتمكن من السباحة لأنها أفضل من طرطوس وصلنا إلى اللاذقية ، ولم نجدهم ، واتصلت بأبي ، وقلت له أضعنا الرحلة ثم عثر زميلي على ورقة في جيبه عليها رقم هاتف زميلنا مصطفى الطه فاتصلنا به وسألناه أين هم فقال بعد ربع ساعة يصلون إلى البحر في طرطوس " .



وتابع القاسم حديثه " ذهبنا إلى طرطوس واتصلنا به مرة أخرى وكان يعطي إشارة خارج التغطية حاولنا البحث عنهم على الشاطئ لكن ذلك كان صعبا ثم قررنا العودة إلى البيت فسافرنا إلى حمص ، وبعدها إلى سراقب، وإدلب "


وقال " عندما دخلت إلى البيت فوجئ أهلي حيث سافر أبي إلى طرطوس لاستلام الجثة حيث اعتقدوا أني مت لأنه يوجد شبه بيني وبين طالب توفي، ولم أكن بين المسعفين ، ودقق أبي في ناحية الشعر، وعرف أن المتوفى ليس أنا " .


وقال والده أنه سعيد بنجاة ابنه، ولو كان ذلك بسبب شقاوة " تجربة صعبة أن يبحث أب عن ابنه بين الأموات بعض الوجوه كانت مهشمة، والحمد لله أعدت التفكير بهدوء ودققت في تواقيت الحادثة، وحديثه معي على الهاتف لإخباري أنه أضاع الرحلة، وقع الحادث بعد حديثه مع زميله مباشرة ،وقبل حديثه معي،ومع ذلك لم أطمئن حتى رأيته سالماً "



في أريحا

وقال نضال بعاج الذي توفي ابنه مصطفى ويرقد ابنه الثاني علاء في المشفى الوطني في إدلب " نسلم بقضاء الله وقدره ونحمده على نجاة علاء ، لكني أريد أن أشير إلى ما شاهدته في طرطوس من أهالي القرية الذين أسعفوهم، والشرطة و مشفى الباسل، والهلال الأحمر قاموا بواجبهم بشكل رائع، لقد قدموا لنا كل التسهيلات " .


وقال "عدي أبو شامي" وهو أحد الناجين، الذي وصل مساء هذا اليوم إلى منزله " كنت أجلس خلف السائق إلى اليمين، وشاهدته يصرخ ويشغل الزمور، ويلوح بيده للناس ، و كأن غيار السرعة لا يتجاوب معه ،وكذلك الفرامل " .



وقال القاضي المتقاعد " خالد بعاج " على وزارة التربية أن تتشدد في نوعية الحافلات التي يتم التعاقد معها ،و عليها اختيار خط سير رحلة مناسب، وآمن ،والكشف من قبلها على جاهزية السيارة، وموافقة مديرية النقل وعلى مسوؤليتها " .



في بحنين

وشيعت قرية بحنين التي وقع فيها الحادث المروع الشاب "ماهر علي" البالغ من العمر 27 سنة .

وقال شقيقه "مازن" لسيريا نيوز في اتصال هاتفي " قبل أربع سنوات تدهورت شاحنة ، وهدمت بيتنا ، و منذ أكثر من عشر سنوات لا يتم تنفيذ مخطط الطريق الجديد خارج القرية،الحوادث تتكرر ، و المسؤولون لا يهتمون بهذا الأمر " .


وتمنى " مازن " أن يفكر المسوؤلون في طرطوس بعد هذه الفاجعة التي خطفت هذا العدد الكبير من الشبان في حل جذري لمشكلة الطريق العام المار في القرية من دون إهمال وتقاعس، ومحسوبيات .

نقلا عن سورية نيوز